أخبار اليوم - توفي طفل في لوس أنجليس بالولايات المتحدة الأميركية أخيراً، غداة معاناته من مرض عصبي نادر بعد سنوات من إصابته بالحصبة، وفقاً لصحيفة «نيويورك بوست».
لم تكشف السلطات كثيراً من التفاصيل حول الحالة، باستثناء أن الطفل أُصيب بالحصبة في طفولته، قبل أن يصبح مؤهلاً لتلقي اللقاح.
الحصبة مرض تنفسي ينتشر بسهولة من شخص لآخر. يُنصح عادةً بإعطاء الجرعة الأولى من لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية (MMR) للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و15 شهراً. تُعطى الجرعة الثانية قبل مرحلة رياض الأطفال أو الصف الأول.
الالتهاب الرئوي هو المضاعفة الأكثر شيوعاً لمرض الحصبة. ويمكن أن تؤدي العدوى أيضاً إلى التهاب الشعب الهوائية، والتهاب الحنجرة، وفي حالات نادرة للغاية ولكن شديدة، مثل طفل لوس أنجليس، التهاب الدماغ المصلب تحت الحاد (SSPE).
بعد الإصابة الأولية، قد يبقى فيروس الحصبة في الجسم ويكتسب طفرات معينة تُسبب التهاب الدماغ بعد سنوات.
من بين كل 100 ألف حالة إصابة بالحصبة، يُصاب عادةً ما بين 4 و11 مريضاً بالتهاب الدماغ المصلب تحت الحاد.
يمكن أن يتطور المرض من تقلبات مزاجية إلى تشنجات عضلية لا إرادية، وتلف دماغي شديد، والوفاة.
تظهر الأعراض عادةً بعد 6 إلى 10 سنوات من الإصابة الأصلية.
عادةً ما لا تتجاوز حالات الإصابة بالتهاب الدماغ المصلب تحت الحاد (SSPE) في الولايات المتحدة 4 أو 5 حالات سنوياً، مع توقع ارتفاع هذا العدد مع ازدياد حالات الحصبة.
بلغت حالات الحصبة في الولايات المتحدة أعلى مستوى لها في 3 عقود، حيث تم الإبلاغ عن نحو 1300 حالة.
يبلغ معدل وفيات التهاب الدماغ المصلب تحت الحاد (SSPE) 95 في المائة، حيث لا يوجد علاج معروف له. قد تُبطئ الأدوية المضادة للفيروسات والالتهابات من تطور المرض.
يُعد طفل لوس أنجليس واحداً من3 وفيات مرتبطة بالحصبة أُبلغ عنها هذا العام من قِبل مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
صرَّح الدكتور مونتو ديفيس، مسؤول الصحة في مقاطعة لوس أنجليس، في بيان الأسبوع الماضي: «هذه الحالة تُذكرنا بشدة بخطورة الحصبة، خصوصاً على أفراد مجتمعنا الأكثر ضعفاً».
وأضاف البيان: «يعتمد الأطفال الصغار جداً على تلقي اللقاح علينا جميعاً لحمايتهم من خلال مناعة المجتمع... التطعيم لا يقتصر على حماية نفسك فحسب، بل يشمل أيضاً حماية عائلتك وجيرانك، خصوصاً الأطفال الذين لم يبلغوا سن التطعيم بعد».
انخفضت معدلات التطعيم بلقاح «MMR» وغيره من التطعيمات الروتينية للأطفال في الولايات المتحدة منذ جائحة «كوفيد - 19».
وأظهر تقرير حديث أن 92.5 في المائة من أطفال الحضانات تلقوا لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية (MMR) للعام الدراسي 2024 - 2025، بانخفاض عن نسبة 95 في المائة للعام الدراسي 2019 - 2020.
كتب بنديكت مايكل، أستاذ علم الأعصاب المُعدي بجامعة ليفربول في المملكة المتحدة، هذا الأسبوع: «يعود انخفاض معدلات التطعيم جزئياً إلى أبحاث احتيالية تحاول ربط لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية بالتوحد، وهي ادعاءات أطلقها طبيبٌ فقد مصداقيته، وقد تم دحضها تماماً».
وأضاف: «لقد فاقمت المعلومات المضللة على وسائل التواصل الاجتماعي هذه المخاوف، التي ربما تفاقمت بسبب التشكيك في اللقاحات بسبب جائحة (كوفيد)».
أوضح مايكل: «تُعدّ وفاة لوس أنجليس تذكيراً مهماً بأن الحصبة ليست مرضاً حميداً يصيب الأطفال. فقد تُسبب مضاعفات خطيرة، بما في ذلك الالتهاب الرئوي، كما تُظهر هذه الحالة، تلفاً دماغياً متأخراً ولكنه مميت بعد سنوات».