أخبار اليوم - بدموع الفرح والذهول، استقبلت علياء البحطيطي (43 عامًا) نجليها محمد (21 عامًا) وخليل (18 عامًا)، بعد أن غيّبهم الاحتلال الإسرائيلي 64 يومًا عن الأنظار، وأُشيع أنهم استُشهدوا في منطقة توزيع المساعدات في خانيونس، جنوب قطاع غزة.
وتقول علياء، والدموع تبلل وجنتيها: "اليوم عندي عرس.. احتضنت أولادي الذين كنت أعتقد أنهم ارتقوا شهداء أثناء انتظارهم قوافل المساعدات في منطقة "ميراج"، يوم 13 أغسطس، لإحضار طعام لإخوتهم الخمسة الصغار.
وتقول الأم ودموع الفرح تبلل وجهها، لـ "فلسطين أون لاين": "كنا نعيش على الأمل والدعاء، لكن غيابهم جعلنا نعيش في المجهول".
علياء، التي نزحت قسرا منذ بداية الحرب من حي الشجاعية شرق غزة إلى خانيونس، عاشت خلال الأسابيع الماضية على فُتات الشائعات، حيث أخبرها شهود أن جنود الاحتلال أطلقوا النار على أبنائها، وتم دفنهم بجرافة إسرائيلية، بعد أن سيطر جيش الاحتلال على المنطقة.
6012729102735363517.jpg
وتتابع البحطيطي، وقد اختلطت مشاعر الصدمة بالفرح: "كثيرون أكدوا لي أنهم استشهدوا ودفنوا هناك.. فكيف أصدق الآن أنني أراهم أمامي؟، صباح اليوم (أمس) تلقيت اتصالاً يخبرني أن محمد وخليل ضمن قائمة الأسرى المفرج عنهم، وعليّ أن أذهب فورًا إلى مجمع ناصر الطبي لاستقبالهم".
وهرعت الأم المكلومة مع أولادها الثلاثة الآخرين إلى المشفى، وما إن رأى الأخوة بعضهم البعض، حتى تعانقوا وبكوا بكاء الفرح والحنين. ، ترددها البحطيطي: الحمد لله، لم تسعني الفرحة.. وكأنني وُلدت من جديد".
6012729102735363519.jpg
6012729102735363520.jpg
وعن تفاصيل اختفاء الشقيقين، أوضح "محمد" – الذي لم يتمالك نفسه من البكاء وهو يُقبّل جبين والدته – أن الاحتلال قام باعتقالهم أثناء توجههم لجلب مساعدات، ثم اقتادوهم إلى سجون متعددة، حيث تعرضوا لتعذيب جسدي ونفسي قاسٍ، إلى أن جاء يوم الإفراج الذي لم يكن في الحسبان.
ويضيف محمد والدموع تغلبه: "تنقلنا بين السجون ولم نكن نعرف مصير بعضنا، واليوم اجتمعنا بفضل الله والمقاومة".
أما شقيقه خليل، فلم يترك حضن والدته، وظل ممسكًا بيديها، في لحظة لم تخطر له على بال بعد أسابيع من الزنازين والعزل.
صفقة مشرفة
وقد جاءت عودة الشقيقين ضمن صفقة تبادل الأسرى بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي، أُعلن عنها الخميس الماضي بوساطة دولية، برعاية مصر وقطر وتركيا، وبإشراف أميركي، بعد مفاوضات استمرت لأشهر في شرم الشيخ.
وشملت الصفقة إطلاق سراح 1718 فلسطينيًا من غزة، و250 أسيرًا آخرين من سكان الضفة الغربية والقدس، من بينهم محكومون بالمؤبد.
وبحسب تقديرات رسمية، فإن عدد الأسرى في سجون الاحتلال يزيد عن 11,100 أسير، بينهم أطفال ونساء وشيوخ، وسط ظروف احتجاز قاسية تعاني من التعذيب والإهمال الطبي والجوع، حيث استشهد العشرات منهم داخل الزنازين.
وتشير الإحصائيات الرسمية في قطاع غزة، إلى أن الحرب التي دامت 735 يومًا خلّفت أكثر من 77 ألف شهيد ومفقود، بينهم أكثر من 20 ألف طفل و12,500 امرأة، بالإضافة إلى أكثر من 1000 رضيع لم يبلغوا عامهم الأول، و450 طفلًا وُلدوا واستشهدوا خلال الحرب.
أمل الأسرى
وعبرت ندى البحطيطي (23 عامًا)، شقيقة محمد وخليل، عن سعادتها، وتقول لصحيفة "فلسطين": "كنا نظن أننا فقدناهم، واليوم نحتفل بحياتهم.. شكرًا للمقاومة التي أجبرت الاحتلال على إطلاق سراحهم".
وأضافت: "دعائي الآن أن يتم تحرير كل الأسرى، فالسجون ممتلئة بالأبطال، وقلوب أمهاتهم تحترق كما احترقت قلوبنا".
المصدر / فلسطين أون لاين