أخبار اليوم - ترك الجناح الشاب روني باردجي، لاعب برشلونة، انطباعات جيدة في أول مباراتين له مع المنتخب السويدي الأول، رغم أنه لم يتمكن من تجنب هزيمتين مؤلمتين رفقة منتخب بلاده.
ووفقاً لصحيفة "سبورت" الإسبانية، يمر المنتخب السويدي بمرحلة انتقالية صعبة تتطلب بناء جيل جديد يقوده لاعبون واعدون مثل باردجي، في ظل وضع لا يمكن استمراره.
وجاءت بداية مشوار الجناح الشاب في توقيت حرج للغاية مع المنتخب الذي يدربه يون دال تومسون، حيث شهدت أول مشاركتين له خسارتين أمام سويسرا (0-2) وكوسوفو (0-1)، ومع ذلك أصبح الأمل الوحيد الذي يتمسك به جمهور السويد الغاضب.
وفي المباراة السابقة أمام سويسرا، ورغم الهزيمة، كان ظهوره الأول بمثابة بارقة أمل، قبل أن يكرر الأداء الملفت في مواجهة كوسوفو، حيث لفت الأنظار بانطلاقاته وشجاعته في المراوغة، رغم الأجواء السلبية التي يعيشها المنتخب، والذي أصبح يعتمد على الملحق المؤهل من أجل بلوغ نهائيات كأس العالم المقبلة.
دخل باردجي مواجهة كوسوفو من مقاعد البدلاء، بعدما اضطر المدرب تومسون لإشراكه حين كانت السويد متأخرة بهدف سجله فيسنك أصلاني في الدقيقة 32، وهو الهدف الذي حسم المباراة في نهاية المطاف.
شارك جناح البلوجرانا بديلاً لألكسندر بيرنهاردسون في الدقيقة 46، وقدم أداءً نشطاً للغاية، إذ تولى تنفيذ الركلات الركنية وتحمل عبء الهجوم في محاولة لإنقاذ فريقه، وكان محور معظم الهجمات من جهته اليمنى.
ولم يقتصر نشاطه على الجانب الهجومي، بل ساهم دفاعيًا أيضًا، حيث ارتكب مخالفة في الدقيقة (52) دون تبعات، ثم حاول التسديد في الدقيقة 63 دون أن يصيب المرمى، قبل أن يعاود المحاولة بعد 10 دقائق لكن تسديدته اصطدمت بدفاع كوسوفو المنظم.
ومع مرور الوقت، بدأت آمال السويد تتلاشى، وانعكس ذلك على أداء باردجي الذي بدا متأثراً بضغط النتيجة السلبية غير المتوقعة.
ولم يكن كثيرون يتخيلون هذا الوضع الصعب حين بدأت تصفيات مونديال 2026، إذ تتذيل السويد حالياً ترتيب المجموعة الثانية بنقطة واحدة فقط من أصل 12 ممكنة، قبل جولتين من النهاية.
وسيلعب المنتخب السويدي مباراتيه المقبلتين أمام سويسرا في جنيف، ثم أمام سلوفينيا على أرضه، ومن المتوقع أن يحصل باردجي على مساحة أكبر من المشاركة أساسياً ووقتاً أطول في الملعب، بعدما أثبت أنه يستحق الثقة وسط الانهيار العام لفريقه.
من لاجئ صغير إلى نجم واعد
في عالم كرة القدم، تُكتب القصص العظيمة غالبًا من رحم المعاناة، وقصة روني باردجي هي واحدة من تلك الحكايات التي تتجاوز حدود الرياضة لتصبح رمزًا للأمل والإصرار. وُلد روني في الكويت عام 2005 لعائلة سورية فرت من الحرب في حلب، قبل أن تستقر في السويد بحثًا عن حياة أفضل.
هناك، بدأت أولى خطواته في عالم الكرة، حيث التحق بنادي كالينج وهو في السابعة من عمره، ثم انتقل إلى روديبي، قبل أن يلفت الأنظار في أكاديمية مالمو، أحد أبرز أندية السويد.
موهبته اللافتة لم تمر مرور الكرام، فسرعان ما جذب اهتمام نادي كوبنهاجن الدنماركي، الذي ضمه إلى صفوفه وهو في الرابعة عشرة.
في كوبنهاجن، كتب روني اسمه في سجلات التاريخ، بعدما أصبح أصغر لاعب يسجل هدفًا في الدوري الدنماركي الممتاز، وهو لم يتجاوز السادسة عشرة. لم يكن ذلك مجرد رقم قياسي، بل إعلان صريح عن ولادة نجم جديد في سماء الكرة الأوروبية.
أسلوب لعب روني يتميز بالسرعة، والمهارة العالية، والقدرة على اتخاذ القرار تحت الضغط. يشغل مركز الجناح الأيمن، ويجيد اللعب بكلتا قدميه، ما يمنحه مرونة تكتيكية كبيرة.
كما يتمتع بقدرة استثنائية على المراوغة والانطلاق من الأطراف، وهو ما جعله يشكل تهديدًا دائمًا لدفاعات الخصوم. هذه الصفات دفعت برشلونة إلى التحرك سريعًا لضمه في صيف 2025، في صفقة بلغت قيمتها مليوني يورو، ليبدأ فصلًا جديدًا في مسيرته داخل أسوار "كامب نو".
ورغم أنه بدأ مع الفريق الرديف، إلا أن مدرب الفريق الأول هانزي فليك أبدى إعجابه بموهبته، وقرر اصطحابه في الجولة التحضيرية للموسم الجديد في آسيا. هناك، أتيحت له الفرصة للاحتكاك بنجوم الصف الأول، واكتساب خبرة ثمينة في بيئة تنافسية عالية المستوى. كما شارك في بعض المباريات الودية، حيث أظهر لمحات من قدراته التي جعلت الجماهير تتعلق به سريعًا.
على الصعيد الدولي، اختار روني تمثيل منتخب السويد، وشارك مع منتخبي تحت 17 وتحت 21 عامًا، مسجلًا أهدافًا حاسمة في التصفيات الأوروبية.
ورغم أصوله السورية، إلا أنه عبّر عن امتنانه للسويد التي منحته فرصة الحياة والنجاح، مؤكدًا أن تمثيلها شرف كبير له.
روني باردجي ليس مجرد لاعب واعد، بل هو قصة إنسانية ملهمة، تجسد كيف يمكن للحلم أن يتغلب على كل العوائق.
من طفل لاجئ إلى نجم في أحد أعظم أندية العالم، يواصل روني كتابة فصول ملحمته الخاصة، وسط ترقب عالمي لما يمكن أن يقدمه في السنوات القادمة.
وبينما تتجه الأنظار إلى مستقبله في اللجغا، يبدو أن روني لا يخطو نحو المجد فحسب، بل يركض نحوه بكل ثقة.