أخبار اليوم - انفجرت موهبة البرازيلي ريان، الجناح الأيسر لفاسكو دا جاما البالغ من العمر 19 عاما، ليصبح أحد أبرز المهاجمين في الدوري البرازيلي، وسط مطالبات من مدربه باستدعائه إلى منتخب البرازيل بقيادة كارلو أنشيلوتي.
ووفقا لصحيفة "سبورت" الإسبانية، فإن ريان دخل دائرة اهتمام برشلونة منذ عام 2022، عندما كان يبلغ 15 عاما فقط، واعتُبر حينها من أبرز المواهب الصاعدة في أكاديمية فاسكو دا جاما، أحد الأندية التاريخية في البرازيل.
ديكو، الذي كان وقتها مستشارا خارجيا للرئيس خوان لابورتا، طلب من برشلونة التحرك للتعاقد مع اللاعب، الذي كان يُنظر إليه كخيار واعد للمستقبل.
ريان، ابن حي "باريرا دو فاسكو" الفقير المحيط بملعب ساو جانوريو، كان ضمن رادار كشافي برشلونة الذين يتابعون السوق البرازيلي بدقة.
وكانت فكرة النادي الكتالوني تتمثل في مشروع متوسط المدى، حيث لا يمكنه مغادرة ناديه حتى صيف 2025 بعد بلوغه سن الـ18، على أن ينضم إلى فريق برشلونة أتلتيك أولاً للتأقلم مع الأسلوب التكتيكي للفريق قبل التدرج إلى الفريق الأول.
وبقي اللاعب في بلده ليستكمل مراحل تطوره، وشارك لأول مرة مع الفريق الأول لفاسكو دا جاما مطلع عام 2023 وهو في الـ16، ليصبح أصغر لاعب من أكاديمية النادي يظهر مع الفريق في القرن الحادي والعشرين.
ورغم بعض فترات التذبذب الطبيعي التي يمر بها أي لاعب شاب، فقد نجح ريان في ترسيخ مكانته ضمن التشكيلة الأساسية للفريق.
مهاجم متكامل
في الوقت الحالي، ومع بلوغه 19 عاما، يُعد ريان أحد أكثر اللاعبين تألقاً في الدوري البرازيلي لعام 2025، بفضل تألقه اللافت وتطوره السريع.
ويعود جزء من هذا النجاح إلى مدربه فيرناندو دينيز، الذي عمل على صقل موهبته من جميع الجوانب وتوفير البيئة المناسبة ليتألق.
ويرى كثيرون أن ريان يملك خصائص تُذكّر بالنجم السابق أدريانو "الإمبراطور".
إحصائياته مذهلة بالنسبة لعمره، إذ سجل خمسة أهداف في آخر خمس مباريات، بينها هدف حاسم في التعادل (1-1) أمام فلامنجو في ملعب ماراكانا، حين كان المنافس متصدر الدوري.
مساهمة ريان الهجومية كانت عنصراً محورياً في صحوة فريق فاسكو دا جاما، الذي لم يخسر سوى مرة واحدة في آخر 9 مباريات، لينتقل من صراع البقاء إلى المنافسة على المراكز المؤهلة إلى كأس ليبرتادوريس 2026، فضلاً عن بلوغه نصف نهائي كأس البرازيل.
دعوات إلى أنشيلوتي من أجل استدعائه
قال مدربه فيرناندو دينيز: "أعتقد أن ريان لاعب مختلف تماما، وربما المهاجم الأكثر تكاملاً في كرة القدم البرازيلية حاليا. يمكنه اللعب على الجانبين، أو في مركز صانع الألعاب، وحتى كمهاجم صريح بالسهولة نفسها".
وأضاف: "إنه لاعب قوي، أعسر، سريع، شاب، لا يحتاج لمسافة قبل التسديد، ويجيد إنهاء الهجمات من أي موقع. لديه علاقة مميزة مع المرمى".
دينيز، الذي تولى تدريب منتخب البرازيل في النصف الثاني من عام 2023، أكد أن ريان يمتلك كل المقومات لتمثيل "السيليساو" بقيادة كارلو أنشيلوتي، موضحاً: "مهاجم متكامل مثله يجب أن يُتابَع عن قرب من قِبل الجهاز الفني للمنتخب، لأنه موهوب للغاية ويمتلك إمكانيات هائلة".
وتزداد الدعوات المطالبة بأن يمنحه أنشيلوتي فرصة مع المنتخب، غير أن مركزه المفضل في الجهة اليمنى مزدحم بالمواهب، حيث يتنافس فيه إستيفاو (الأساسي حاليا) ورودريجو ورافينيا ولويس هنريكي.
التمركز في نفس الجبهة التي يشغلها لامين يامال في برشلونة كان أحد أسباب عدم تحرك النادي الكتالوني لضمه حاليا، مفضلاً تدعيم مراكز أخرى مثل الجناح الأيسر، الذي ضم فيه المعار ماركوس راشفورد.
من جانبه، يدرك فاسكو دا جاما أن الاحتفاظ بجوهرة الفريق سيكون مؤقتا، إذ يُتوقع أن يرحل ريان خلال فترات الانتقالات المقبلة، سواء في يناير/ كانون الثاني المقبل أو الأرجح في صيف 2026، في ظل اهتمام واسع من أندية أوروبية كبيرة تسعى للتعاقد مع لاعب يتميز بقدرات تسمح له بالتأقلم في أكثر من دوري أوروبي.
تحت أنظار مرصد CIES
سلط مرصد كرة القدم التابع لمركز الدراسات الرياضية الدولية (CIES) الضوء على اللاعب، حيث قدّر قيمته السوقية بين 19.6 و25.3 مليون يورو، تبعاً لقدرات النادي الراغب في التعاقد معه.
ويمتد عقده الحالي مع فاسكو حتى نهاية عام 2026، ما يمنح ناديه ميزة تفاوضية مهمة. ومع ذلك، فإن بقاء اللاعب دون تمديد طويل الأمد قد يقلل من قيمته مع مرور الوقت، حتى وإن واصل تقديم عروض قوية. ولهذا السبب تزداد التكهنات حول نوايا إدارة فاسكو، سواء ببيعه بسعر مناسب في المستقبل القريب أو بالإبقاء عليه مع تجديد عقده.
التقرير ذاته أشار إلى أن رايان أصبح رابع لاعب يظهر في سلسلة "Prospect Sheet" التي تتابع أبرز المواهب الصاعدة حول العالم، وهو أول لاعب يتم اختياره من خارج أوروبا، ما يعكس مكانته المتنامية على الساحة العالمية.
ويمثل رايان فيتور جيلاً جديدا من المواهب البرازيلية التي تشعل شهية الأندية الأوروبية الكبرى. أرقامه اللافتة منذ الصغر، وتطوره السريع، وتنوعه التكتيكي، فضلاً عن احتمالية انضمامه للمنتخب الأول قريبا، كلها عوامل جعلته تحت دائرة الضوء.