(أخبار اليوم – صفوت الحنيني)

قال الخبير في العلاقات الدولية والمحلل السياسي المصري طارق البرديسي إنّ التصورات المطروحة حول تشكيل قوة متعددة الجنسيات في غزة لا يمكن أن تتحقق دون قبول وموافقة الأطراف المعنية، وفي مقدمتها مصر والأردن، نظرًا لما يمثله هذا الملف من أبعادٍ إقليمية ودولية معقّدة.

وبيّن البرديسي أن أي خطوة في هذا الاتجاه يجب أن تستند إلى توافق فلسطيني – فلسطيني شامل، إلى جانب موافقة الدول العربية المعنية، مشيرًا إلى أن غياب هذا التوافق يجعل من الفكرة إجراءً محفوفًا بالمخاطر قد يُفسَّر على أنه مساس بالأمن القومي العربي، أو مقدمة لتسوية تُفرض من الخارج تحت غطاء دولي.

وأوضح أن بعض الأطراف قد تنظر إلى هذه القوة في حال قيامها على أنها احتلال جديد متعدد الجنسيات، بدلًا من الاحتلال القائم، إذا لم تُضبط أُطرها القانونية والسياسية بشكلٍ يضمن احترام السيادة الفلسطينية ويحدّد طبيعة مهامها بوضوح.

وأكد البرديسي أن الصورة تختلف تمامًا إذا جرى توافق فلسطيني داخلي وموافقة مصرية وعربية واضحة، حيث يمكن حينها النظر إلى القوة الدولية كإجراءٍ مؤقت يهدف إلى التهدئة وتثبيت وقف إطلاق النار، تمهيدًا لبدء مسارٍ سياسي يقود إلى تسوية دائمة وشاملة.

وختم بالتأكيد على أن أي تحرك في هذا الاتجاه يجب أن يتم بمشاركة فاعلة من الفصائل الفلسطينية والدول العربية المحورية، وفي مقدمتها مصر والأردن، لضمان ألا تتحول فكرة المساعدة الدولية إلى أداة مساس بالسيادة أو بالأمن القومي العربي.