أخبار اليوم - أكد مدير الخدمات الطبية الملكية السابق واستشاري أمراض المناعة الدكتور عادل الوهادنة، إن العالم يشهد في الأسابيع الأخيرة تصاعدا واضحا في نشاط فيروسات الإنفلونزا من النمط A بحسب تقارير منظمة الصحة العالمية والمراكز الأوروبية والأمريكية للوقاية من الأمراض.
وبين الوهادنة، لـالرأي أن هذا النمط من الفيروسات هو السائد حاليا على المستوى العالمي مع بداية موسم الشتاء في نصف الكرة الشمالي.
وأوضح أن المؤشرات الوبائية العالمية تظهر أن فيروسات «الإنفلونزا A» بدأت بالارتفاع في شمال أوروبا وشرقها، وبعض مناطق إفريقيا واسيا، فيما سجلت الولايات المتحدة خلال موسم 2024-2025 نحو 94% من العينات الإيجابية من هذا النمط، وأُدرجت أكثر من 18 ألف وفاة كان للإنفلونزا دور مباشر أو مساهم فيها.
وأضاف أن المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في شرق المتوسط، أشار مؤخرا إلى أن الإنفلونزا أصبحت الغالبة على الفيروسات التنفسية في الإقليم مع ارتفاع معدلات الإيجابية إلى أكثر من 4.4% مطلع موسم 2025-2026، وهي مؤشرات تؤكد دخول المنطقة مرحلة النشاط الموسمي الفعلي للإنفلونزا.
أما على المستوى الوطني، فاعتبر الوهادنة، أنه لا تتوافر حتى الان أرقام أردنية محدثة منشورة علنا توضح نسبة إيجابية «إنفلونزا A» أو شدة الموسم الحالي، رغم وجود منظومة ترصد وطنية تعتمد على رصد حالات الالتهابات التنفسية الحادة (SARI/ILI) وتتشارك بياناتها مع منصة «FluNet» التابعة لمنظمة الصحة العالمية.
ولفت إلى أنه حتى الان لا توجد دلائل منشورة تثبت أن موسم الإنفلونزا الحالي في الأردن أعلى من المعتاد، لكن غياب النشرات الدورية يحد من القدرة على المقارنة الدقيقة، ويؤخر الاستجابة الوقائية المبكرة.
ودعا الوهادنة، إلى التحوط الوقائي المبكر وعدم انتظار الذروة الشتوية، مشددا على أن الخطوات الوقائية الأساسية ما تزال هي الأنجع، وتشمل اللقاح الموسمي للإنفلونزا، وهو الوسيلة الأهم لتقليل المضاعفات والاستشفاء، خصوصا لكبار السن، الحوامل، الأطفال فوق 6 أشهر، وذوي الأمراض المزمنة أو ضعف المناعة، إضافة إلى الكوادر الصحية التي تتعامل مع المرضى يوميا.
كما دعا إلى ارتداء الكمامة والتباعد في الأماكن المغلقة، لا سيما في التجمعات الشتوية والمواصلات العامة، والمرافق الصحية ودور الرعاية، معتبرا أن الكمامة الجراحية ما تزال وسيلة فعالة لتقليل انتقال العدوى، خصوصا للفئات عالية الخطورة.
وأوصى الوهادنة، بتحديث خطط العلاج المنزلي، وضمان توافر مضادات الفيروسات مثل Oseltamivir للاستخدام المبكر خلال أول 48 ساعة من ظهور الأعراض لدى الحالات عالية الخطورة.
وأكد أن إعلان المؤشرات الوطنية بانتظام مثل نسب الإيجابية، الأنماط المنتشرة، وإشغال المستشفيات، يساعد على توجيه القرارات الصحية والإعلامية بدقة، ويعزز ثقة المواطنين بالمنظومة الصحية.
وأشار الوهادنة إلى أن العالم يسجل تصاعدا واضحا في إنفلونزا A، والمنطقة تسير في الاتجاه ذاته، وفي الأردن قد لا تكون الصورة واضحة بعد، لكن التحوط الان أذكى من الاستجابة المتأخرة، مشددا على أن اللقاح، والكمامة في الأماكن المغلقة، وتقليل التجمعات سيئة التهوية، هي مفاتيح الحماية قبل ذروة الشتاء.
الرأي