أخبار اليوم – ساره الرفاعي - أكد النائب صالح العرموطي أن العفو العام حقٌّ دستوري واستحقاق وطني نصّ عليه الدستور الأردني، مشيراً إلى أن الأردن، بطبيعته وتاريخه، دولة متسامحة اعتادت على إصدار قوانين العفو في مختلف العهود، وخاصة في المراحل الصعبة التي تمرّ بها البلاد سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.
وأوضح العرموطي أن العفو العام والعفو الخاص مبدآن دستوريان واضحان، إذ يُمنح العفو الخاص بقرار من جلالة الملك، بينما يُصدر العفو العام بموجب مشروع قانون يُرفع من السلطة التنفيذية ويقرّه مجلس الأمة. وأضاف أن التجارب السابقة أكدت أن العفو العام كان دائمًا خطوة تعكس سماحة الدولة الأردنية وقوتها وثقتها بشعبها.
وأشار إلى أن الأردن يمرّ اليوم بظروف معيشية واقتصادية قاسية تتطلب تغليب روح التسامح والمصالحة الاجتماعية، مبيناً أن العفو العام يسهم في حلّ مشكلات المواطنين، ويفتح باب التسويات وإسقاط الحق الشخصي بما يحقق العدالة، دون أن يُهدر حقوق أي طرف. وقال: “من الأفضل أن تُعقد المصالحات ويستوفي المتضررون حقوقهم، بدلاً من أن تبقى القضايا عالقة في المحاكم دون حلول.”
وبيّن العرموطي أن كتلة جبهة العمل الإسلامي تقدمت بمشروع قانون للعفو العام استنادًا إلى المادة (95) من الدستور التي تتيح لعشرة نواب فأكثر تقديم مقترح مشروع قانون إلى مجلس النواب، بعد أن أعلنت الحكومة عدم نيتها تقديم مشروع مماثل. وأضاف أن المشروع أُحيل إلى اللجنة القانونية تمهيدًا لمناقشته، مؤكداً أن إقراره من مجلس النواب سيُلزم الحكومة بالمضي به خلال الدورة الحالية أو التي تليها.
وأوضح أن المشروع لا يتضمن إسقاط الحقوق الشخصية، وإنما يركز على القضايا التي تتوافر فيها إسقاطات حق شخصي أو مصالحة، مع الإبقاء على حق الدولة العام الذي يجب أن يُمارس بتسامح وعدالة.
وأكد العرموطي أن العديد من المواطنين، من مختلف المحافظات، بمن فيهم سيدات وأسر من مناطق بعيدة كـالرويشد والشمال والجنوب، يواصلون مراجعة مجلس النواب للمطالبة بالعفو العام نظراً لظروفهم المعيشية الصعبة، مضيفاً أن هذه المطالب تعكس حاجة المجتمع إلى مبادرة حقيقية تفتح صفحة جديدة بين الدولة وأبنائها.
وختم بالقول إن مجلس النواب اليوم أمام اختبار حقيقي بعد عودته للانعقاد، وعليه أن يلبّي تطلعات المواطنين عبر إقرار قانون عفو عام ينسجم مع قيم الدولة الأردنية في التسامح وسيادة القانون، مؤكداً: “إذا أغلقت الحكومة الأبواب، فمجلس النواب ممثل الشعب قادر على فتحها.”