أخبار اليوم – ساره الرفاعي - قال الناشط الشبابي عمران القرعان إن الحديث عن الأحزاب السياسية في الأردن يأخذ منحنى واسعاً ومتعدد الزوايا، فهناك من يرى فيها «خطوطاً ضرورية للإصلاح والتطوير»، فيما يعتبرها آخرون «تغييراً شكلياً لا يمسّ المضمون الحقيقي».

وأوضح القرعان أن الشباب ما زالوا يقفون في موقع المراقب يحاولون فهم المشهد السياسي أكثر مما يشاركون فيه، مشيراً إلى أن التجربة الحزبية في الأردن ما زالت في خطواتها الأولى، وأن بناء الثقافة الحزبية لا يتم بين ليلة وضحاها، بل يحتاج إلى وقت وتراكم وتجربة ومواجهة تحديات.

وقال القرعان: «جلالة سيدنا الله يطيل عمره دعا في أكثر من مناسبة إلى قيام أحزاب وطنية قوية، وهذه الدعوة تشكل خارطة طريق للحياة السياسية الأردنية. لكن السؤال الأهم: هل المجتمع فعلاً مؤمن بأن العمل الحزبي قادر على إحداث التغيير؟ أم أن هناك ما زال خوف من فكرة الانضمام للحزب بحد ذاتها؟»

وبيّن أن المرحلة الحالية تتطلب من الأحزاب أن تنتقل من الوجود الشكلي إلى العمل الحقيقي، قائلاً: «ما بدنا أحزاب تكون فقط أسماء على ورق أو شعارات في المؤتمرات، بدنا نشوف أثرها على الأرض، في الميدان، في ملامسة مشاكل الناس اليومية».

وأضاف أن العمل الحزبي الناجح هو الذي يخاطب حاجات المواطنين ويفهم أولوياتهم الاقتصادية والاجتماعية، مؤكداً أن الناس لن تؤمن بالأحزاب إلا عندما ترى أثرها العملي في تحسين حياتهم اليومية.

وختم القرعان بالقول:

> «اللي بيجي بسرعة بروح بسرعة، واللي بيُبنى على الوعي والجهد والتواصل الحقيقي مع الناس هو اللي بيبقى. الأحزاب أمام فرصة تاريخية لتصنع ثقة جديدة مع المواطن، والمطلوب منها أن تثبت وجودها بالفعل لا بالكلام.»