(أخبار اليوم – سارة الرفاعي)
قال المحلل العسكري نضال أبو زيد إن المعلومات المتداولة حول نية الولايات المتحدة إقامة قاعدة عسكرية في مناطق غلاف قطاع غزة تشير إلى أن المشروع يحمل طابعًا قتاليًا أكثر منه لوجستيًا، لافتًا إلى أن الكلفة المالية المقدّرة بنحو مليار دولار توحي بوجود نية لتأسيس قاعدة دائمة تحتوي على قوات ووسائل عملياتية متكاملة.
وبيّن أبو زيد أن هذه القاعدة، في حال تنفيذها، ستكون مخصصة لدعم المجهود الحربي الإسـ.ـرائيلي من حيث الإسناد الميداني وتكامل العمليات في المنطقة، مشيرًا إلى أن موقعها المرجح سيكون بالقرب من قاعدة كوسوفي الإسرائيلية في غلاف غزة. وأوضح أن التحركات الأمريكية الأخيرة، بما في ذلك زيارات قائد القيادة الوسطى الأمريكية الأدميرال براد كوبر، ومديرة الاستخبارات الوطنية الأمريكية، ورئيس هيئة الأركان الأمريكي إلى تل أبيب وغلاف غزة، تدعم هذا التصور.
وأضاف أن إقامة هذه القاعدة تأتي في إطار رؤية أمريكية أوسع لتعزيز انتشارها العسكري في المنطقة وربطها بشبكة القواعد القائمة، لكنها تواجه تحديات كبيرة أبرزها الرفض الإسرائيلي التقليدي لوجود قوات أجنبية على الأراضي التي تعتبرها إسرائيل "إسرائيلية" لا "محتلة"، انسجامًا مع عقيدتها القتالية الرافضة لأي شراكة ميدانية داخل حدودها.
وأشار أبو زيد إلى أن المشروع الأمريكي، رغم زخمه الإعلامي والسياسي، قد لا يرى النور في المدى القريب أو المتوسط، مرجّحًا الاكتفاء مؤقتًا بقاعدة "كريات غال" القائمة شمال غزة والتي تضم نحو 200 جندي أمريكي تحت مسمى "قاعدة التنسيق المدني والعسكري".
وختم أبو زيد بالقول إن الرؤية الأمريكية في هذا السياق تسعى لتأسيس قاعدة مستقبلية يمكن أن تكون نواة لقوات دعم دولية مشابهة لتجربة "إيساف" في أفغانستان، لكنه حذّر من أن هذا التوجه، إذا تحقق، قد يفاقم التوتر في العلاقات الأمريكية–الإسرائيلية ويثير مخاوف من عسكرة جديدة للمنطقة تحت غطاء المساعدات الإنسانية.