أخبار اليوم – ساره الرفاعي - قال رئيس المركز الوطني لمكافحة الأوبئة الدكتور عادل البلبيسي إن فصل الشتاء يشهد بطبيعته ارتفاعًا في انتشار الأمراض الفيروسية نتيجة عدة عوامل، أبرزها انخفاض درجات الحرارة، وتغيّر المناعة، وزيادة التجمعات في الأماكن المغلقة، مشيرًا إلى أن أمراض الجهاز التنفسي الموسمية تمتد من الخريف وحتى نهاية الربيع، بينما تبلغ ذروتها خلال أشهر الشتاء.
وأوضح البلبيسي أن الإنفلونزا تُعد من أكثر هذه الأمراض انتشارًا باعتبارها عدوى فيروسية شديدة تنتقل من شخص لآخر عبر السعال أو العطس أو ملامسة الأسطح الملوثة، لافتًا إلى أن نسب الإصابات الحالية ما تزال أقل من العام الماضي نظرًا لكون الموسم ما يزال في بدايته. وأشار إلى أنه في عام 2024 تم فحص نحو 6500 عيّنة وبلغت نسبة الإصابة بالإنفلونزا 7.3%، بينما بلغت في 2025 حوالي 1% فقط حتى الآن. وأضاف أن الأمر ذاته ينطبق على فيروس المخلوي التنفسي (RSV) الذي سجل العام الماضي نسبة 11% مقابل 3.7% هذا العام.
وأكد البلبيسي أن فيروس كوفيد-19 لم يختف، موضحًا أن الإصابات ما تزال تُسجل بنسب طبيعية ومتوقعة، إذ بلغت 3.25% العام الماضي مقابل نحو 2.7% هذا العام، مشددًا على أن الفيروس أصبح جزءًا من المنظومة الوبائية الموسمية حول العالم.
ودعا البلبيسي إلى تلقي مطعوم الإنفلونزا المتوفر حاليًا، خصوصًا للفئات الأكثر عرضة للمضاعفات مثل الأطفال، الحوامل، مرضى المناعة، ومرضى الربو، إضافة إلى الكوادر الصحية لضمان استمرارية عملها. كما أوصى بالعودة إلى استخدام الكمامات في الأماكن المغلقة والمزدحمة، وارتدائها من قبل المرضى عند الخروج لتجنب نقل العدوى.
وشدد على أهمية غسل اليدين باستمرار، وتحسين التهوية في المدارس وأماكن العمل وفتح الأبواب والنوافذ قدر الإمكان، مؤكدًا أن معظم الأمراض الحالية فيروسية ولا تستدعي استخدام المضادات الحيوية التي قد تؤدي إساءة استخدامها إلى ظهور بكتيريا مقاومة.
وأكد البلبيسي ضرورة تعزيز المناعة من خلال الغذاء المتوازن الذي يشمل الفواكه والخضروات ومصادر الطاقة المتنوعة، إضافة إلى النوم الجيد وممارسة الرياضة، مشيرًا إلى أن المشي في الهواء الطلق لمدة نصف ساعة يوميًا، خمسة أيام أسبوعيًا، يساهم بشكل كبير في رفع مناعة الجسم خلال هذه الفترة من السنة.