أخبار اليوم - بعد دمار شبه كامل خلال عامين من حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، استعادت الجامعة الإسلامية أنفاسها لتفتح أبوابها مجددا أمام الطلبة، إيذانا ببدء عام دراسي جديد، في مشهد يلخص قدرة الغزيين على النهوض رغم الجراح.
منذ الأيام الأولى للعدوان، تعرضت مباني الجامعة ومرافقها لقصف متكرر أسفر عن تسويتها بالأرض بشكل شبه كامل. ولم يقتصر استهداف الاحتلال على البنية التحتية، بل طال البشر أيضا؛ حيث فقدت الجامعة نخبة من أكاديميّيها وإداريّيها وطلابها.
يقول رئيس الجامعة الدكتور أسعد أسعد لوكالة "قدس برس": "دمر الاحتلال 10 مبانٍ كاملة من مباني الجامعة في فرع غزة الرئيسي، ولم ينجُ سوى 3 مبانٍ دمرت بشكل جزئي، لذلك عملنا سريعا على ترميم أجزاء منها لتكون نقطة انطلاق لاستقبال الطلبة الجدد والموظفين، ولبدء رحلة استعادة التعليم".
ويضيف: "في فرع الجنوب فقد دُمّر بالكامل عبر قيام الاحتلال بنسفه وتفخيخه، بما في ذلك السور الخارجي والبنية التحتية، وكذلك فرع الوسط الذي سوي بالأرض بشكل كامل، فضلا عن الأضرار الكبيرة التي لحقت بالمستشفى الجامعي".
وعلى مستوى الكادر البشري، يؤكد الدكتور أسعد: "خسرنا أكثر من 500 طالب وطالبة، إضافة إلى نحو 70 موظفا بين أكاديميين وإداريين، وكانت خسارتنا الأكبر رحيل رئيس الجامعة الدكتور سفيان التايه".
ورغم هذا النزيف، رفضت الجامعة الاستسلام. فقد شكلت لجنة طوارئ منتصف عام 2024، وانتقلت للتعليم الإلكتروني لضمان استمرار المسيرة الأكاديمية. يقول الدكتور أسعد: "استطعنا خلال الحرب تخريج 4 آلاف طالب وطالبة، ومناقشة عشرات رسائل الماجستير والدكتوراه، كما تخرج مئات الطلبة من التمريض والطب بعد إنهاء تدريبهم ومساهمتهم في دعم وزارة الصحة وسط الظروف الكارثية".
وبحسب رئيس الجامعة، فقد التحق حتى الآن 2200 طالب، بينهم 1400 طالب دراسات عليا، وتعمل الجامعة على تجهيز القاعات لاستئناف التعليم الوجاهي في 29 من الشهر الجاري، بدءا بطلاب السنة الأولى في كليات العلوم والتمريض والعلوم الصحية واللغة الإنجليزية.
ويتابع الدكتور أسعد: "مختبرات العلوم والصحة والهندسة والحاسوب دُمرت بالكامل، لذلك لجأنا لاستخدام مختبرات افتراضية بالتعاون مع جامعات خارجية، وتحديدا من المملكة الأردنية الشقيقة، والمملكة المتحدة".
وارتكبت دولة الاحتلال منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 -بدعم أميركي أوروبي- إبادة جماعية في قطاع غزة، شملت قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا واعتقالا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة أكثر من 239 ألف شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين معظمهم أطفال، فضلا عن الدمار الشامل ومحو معظم مدن القطاع ومناطقه من على الخريطة.
المصدر / فلسطين اون لاين