أهم زيارة للرئيس .. فما الرسالة ؟

mainThumb

24-11-2025 09:37 AM

printIcon

الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان إلى محافظة الزرقاء وهي " الثانية للمحافظة"، تؤكد أن الحكومة تتجه بثبات نحو نهج جديد يقوم على المتابعة الحثيثة، والتقييم الواقعي، والوقوف ميدانيا على ما يجري على الأرض والأهم تحمل رسالة من الرئيس لجميع المسؤولين عنوانها: سأعود للتقييم، فماذا يريد الرئيس؟.

هذه الزيارة ليست بروتوكولية، ولا تأتي بإطار المجاملات والاستعراض، بل تحمل بجوهرها رسالة واضحة تكمن في أن القرارات الحكومية لم تعد حبرا على ورق، وأن المتابعة أصبحت نهجا إلزاميا، والمساءلة حاضرة ومباشرة، ومن دون مقدمات أو أعذار.

العودة إلى الزرقاء بعد "الزيارة الأولى" ليست حدثا عابرا، بل مؤشر على أن الرئيس حسان يعتزم إعادة زيارة مختلف المحافظات التي وقف فيها على التحديات سابقا، ليتأكد بنفسه من حجم الالتزام بتنفيذ التوجيهات والقرارات الصادرة خلال الجولة الأولى، ليفهم بوضوح أسباب أي تأخير أو تقصير إن وجد، و"المحاسبة المباشرة" على اي تقصير لأسباب غير منطقية أو بسبب الكسل والبيروقراطية.

هذه الزيارة يمكن اعتبارها "جرس إنذار مبكر" لكل المسؤولين والقائمين على تنفيذ المشاريع والبرامج الحكومية في مختلف المواقع، بأن العمل لم يعد يحتمل التأجيل، وأن الوقت لم يعد ملكا للروتين، وأن الحساب والتقييم قد بدأ فعلا دون محاباة أو إمهال لأحد، فخدمة المواطن وتحسين جودة حياته تمثل أولوية حكومية.

وما بين الزيارتين، كان واضحا أن رئيس الوزراء يريد أن يرسل رسالة مفادها أنه عائد لا محالة لكل مكان قد زاره أو تفقده، وأن مرحلة المتابعة من خلف المكاتب قد انتهت، لتحل محلها مرحلة "الحضور الميداني" والوقوف المباشر على أدق التفاصيل، وأن الوقت قد حان ليتحمل كل مسؤول مسؤوليته الكاملة.

إن أهمية هذه الزيارات الميدانية تتجاوز عملية التحقق من التنفيذ، فهي تعيد بناء الجسر الطبيعي بين الحكومة والمواطن وتزيل العوازل والفواصل التي تراكمت عبر سنوات من غياب المتابعة الميدانية الفعلية، فوجود الحكومة ورئيسها بين الناس، والاستماعهم لهم مباشرة، يعيد الاعتبار لمنهج الإدارة الميدانية، ويشعر المواطن بأن قضاياه ليست بعيدة عن دائرة الاهتمام الحكومي.

خلاصة القول، زيارة محافظة الزرقاء الثانية يمكن اعتبارها نقطة تحول بآلية التعامل مع التوجيهات الحكومية، ورسالة بأن المرحلة القادمة ستكون قائمة على الالتزام، وسرعة الإنجاز، والتواصل المباشر، والمحاسبة حين يستدعي الأمر ذلك، وهذا النهج هو ما ينتظره المواطن، وهو ما تحتاجه المحافظات، وهو ما يعكس تحولا إيجابيا طال انتظاره، ولهذا على كل مسؤول، وفي كل محافظة، أن يدرك جيدا أن الرئيس حسان عائد… عائد لا محالة.