ًًبهذا العام .. قصفت ألمانيا نفسها وقتلت 578 شخصا

mainThumb
ًًبهذا العام.. قصفت ألمانيا نفسها وقتلت 578 شخصا

23-11-2025 03:17 PM

printIcon

أخبار اليوم - يوم 1 سبتمبر (أيلول) 1939، باشرت القوات الألمانية تدخلها، خلال ساعة مبكرة من الصباح، بالأراضي البولندية معلنة بذلك بداية الحرب العالمية الثانية.

وعقب هذا الهجوم، لم تتردد كل من بريطانيا وفرنسا في إعلان الحرب على ألمانيا حيث رفض الطرفان التفاوض مجدداً مع أدولف هتلر، الذي واصل سياسته التوسعية بالأراضي الأوروبية.


وبخلاف المعارك التي عرفتها بولندا أثناء عملية اقتسامها بين الألمان والسوفيت، لم تشهد الأشهر الأولى من الحرب العالمية الثانية معارك كبيرة ومكلفة من حيث الأرواح، إلى ذلك، اتجه الألمان منذ مطلع العام 1940 لتأمين بحر الشمال من السفن الحربية البريطانية التي مثلت تهديداً لألمانيا.

لهذا السبب، أرسلت البحرية الألمانية خلال شهر فبراير (شباط) 1940 عدداً من سفنها للتصدي لزوارق بريطانية مشبوهة بالمنطقة. وضمن هذه العمليات، غرقت سفن حربية ألمانية وقتل المئات بسبب نيران صديقة.

خطة ألمانية لمهاجمة زوارق بريطانية
مطلع العام 1940، عانت البحرية الألمانية من تخلف عددي مقارنة بنظيرتها البريطانية. وعلى الرغم من هذا التخلف، فقد حققت البحرية الألمانية عدداً من الانتصارات بالأطلسي بفضل غواصاتها التي هاجمت عدداً كبيراً من سفن الشحن التي نقلت معدات عسكرية ولوجستية هامة من الولايات المتحدة الأميركية نحو بريطانيا.

من جهة ثانية، مثلت منطقة دوغر بانك (Dogger Bank) ببحر الشمال واحدة من المناطق الإستراتيجية بالنسبة للألمان والبريطانيين. فسنوياً، مرت بهذه المنطقة أعداد كبيرة من السفن التابعة لهاتين الدولتين. ومع بداية الحرب العالمية الثانية، لم يتردد كلا الطرفين في وضع كميات هامة من الألغام البحرية بالمنطقة.


ومطلع العام 1940، تزايدت مخاوف الألمان من دوغر بانك. فبأكثر من مناسبة، نقلت طائرات الاستطلاع الألمانية معلومات عن وجود زوارق بريطانية بدوغر بانك.

وبالتزامن مع ذلك، أخذت القيادة العسكرية الألمانية هذه المعلومات على محمل الجد وتحدثت عن إمكانية استخدام البريطانيين لهذه المنطقة كموقع لتوجيه الطائرات الحربية البريطانية نحو مواقع عسكرية بالداخل الألماني. ولهذا السبب، وضع الألمان خطة فايكينغ لمهاجمة وتدمير السفن البريطانية بدوغر بانك.

كارثة بسبب غياب التنسيق
إلى ذلك، عانت خطة فايكينغ من نقائص عديدة. فبتلك الفترة، كان التنسيق والاتصال بين سلاح الجو الألماني والبحرية الألمانية غير منظم خاصة مع حديث قائد سلاح الجو الألماني، والرجل الثاني بالنظام النازي، هرمان غورينغ (Hermann Göring) عن انتماء كل ما يطير بألمانيا لسلاح الجو.

وبدون تنسيق بين البحرية وسلاح الجو، أبحرت يوم 19 فبراير (شباط) 1940 ستة مدمرات ألمانية نحو دوغر بانك. وبعد مضي ساعات، أقلعت طائرات حربية ألمانية صوب هذه المنطقة لتنفيذ غارات جوية على الزوارق البريطانية المتواجدة هنالك.

وبالقرب من دوغر بانك خلال الليلة الفاصلة بين يومي 19 و20 فبراير (شباط) 1940، لمحت إحدى الطائرات الألمانية المدمرات الستة. وبسبب غياب التنسيق والتواصل، ألقى قائد الطائرة قنابله على المدمرة الألمانية ليبريشت ماس (Leberecht Maass) ظنا منه أنها سفينة بريطانية. وقد أسفرت الحادثة حينها عن انقسام المدمرة لنصفين وغرقها بشكل سريع. بالتزامن مع ذلك، اقتربت المدمرة ماكس شولتز (Max Schultz) من نظيرتها المنكوبة لمساعدة الناجين. لكن لسوء حظها، انفجر لغم بحري ألماني بالقرب منها مما تسببها في غرقها أيضا.


بسبب غياب التنسيق، أسفرت هذه الواقعة عن خسارة ألمانيا لمدمرتين ومقتل حوالي 578 بحارا ضمن واحدة من أسوأ الكوارث التي تسببت بها النيران الصديقة بألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية.

وبالفترة التالية، اتجهت مكونات الجيش الألماني لزيادة التنسيق بينها أثناء العمليات العسكرية لتجنب تكرار مثل هذه الكوارث.