أبو خضير: التوكل على الله قوة نفسية واستقامة في السلوك لا مجرد كلمة تُقال

mainThumb
أبو خضير: التوكل على الله قوة نفسية واستقامة في السلوك لا مجرد كلمة تُقال

01-12-2025 06:05 PM

printIcon

(أخبار اليوم – سارة الرفاعي)

قال الدكتور نسيم أبو خضير إن التوكل على الله ليس مجرد لفظ أو عبارة تُقال عند الشدة، وإنما هو حالة إيمانية عميقة تملأ القلب طمأنينة ويقينًا بأن الأمور كلها بيد الله سبحانه وتعالى، مشيرًا إلى أن التوكل الحقيقي يجمع بين بذل الأسباب العملية وتسليم النتائج لله بحكمة وثقة.

وأوضح أن التوكل يمنح الإنسان سكينة داخلية تطرد الخوف والقلق وتخفف من أثر الأزمات، لأن المؤمن يعلم أن ما يجري في الكون لا يكون إلا بحكمة الله وعدله ورحمته، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾، وقوله سبحانه: ﴿وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾.

وأشار أبو خضير إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم قد جسّد التوكل عمليًا في مواقفه كافة، ومنها الهجرة وغزوة بدر، مؤكدًا أن قوله عليه الصلاة والسلام: «لو توكّلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصًا وتروح بطانًا» يعكس المعنى الكامل للتوكل القائم على السعي والعمل، لا على الكسل والتواكل.

وبيّن أن التوكل يعصم القلب من القلق والاضطراب، ويجعل الإنسان أكثر توازنًا في اتخاذ القرارات، وأقل اندفاعًا تحت ضغط الظروف، وأكثر رحمة وتسامحًا مع الآخرين، لأنه يدرك أن الأرزاق بيد الله وليست بيد البشر.

وشدد على أن التوكل لا يعني ترك العمل أو التخلي عن السعي، إذ قال تعالى: ﴿فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ﴾، مشيرًا إلى أن الجلوس دون سعي بحجة الإيمان بأن الرزق سيأتي من تلقاء نفسه هو تواكل لا علاقة له بالتوكل، لأن التوكل عمل وجِدٌّ وبذل ثم تفويض لله.

وحذّر أبو خضير من سلوك الطرق المحرمة طلبًا للرزق، كالربا والاختلاس والغش والمتاجرة بالمحرمات، مؤكدًا أن من يلجأ لهذه الأعمال يعرّض نفسه للهلاك والعقوبة القانونية والدنيوية قبل الأخروية، ومؤكدًا أن الرزق مكتوب لا يُنال بالحرام ولا يزيد بالحيلة ولا ينقص بالعفة.

وختم أبو خضير بدعاء قائلاً إن التوكل مفتاح الفرج وسبب الطمأنينة وسر السعادة الحقيقية، سائلًا الله أن يملأ القلوب يقينًا، ويجعل الطريق توكلًا، ويكتب للناس السكينة والثبات والسلامة في أقوالهم وأعمالهم.