(أخبار اليوم – سارة الرفاعي)

يرى الخبير النفطي هاشم عقل أن الأردن يعد من الدول الغنية بالثروات الطبيعية المتنوعة، إلا أن مسألة الإعلان عن الاكتشافات وطبيعة استغلالها تظل موضع نقاش واسع، خاصة في ظل وجود من يقدمون تحليلات غير مبنية على بيانات أو معلومات صحيحة، ما يؤثر على وعي المواطن ويخلق إحباطًا ومفاهيم غير دقيقة.

ويشير عقل إلى أن الحكومة أعلنت بوضوح عن خطوات تنفيذية ملموسة، من بينها توقيع 15 اتفاقية تعدين بين وزارة الطاقة وعدة جهات استثمارية، فضلًا عن وجود اتفاقيات جديدة قيد التحضير، مشددًا على أهمية التعامل مع الملف بواقعية بعيدًا عن المبالغات.

ويؤكد أن احتياطيات النفط في الأردن ليست كبيرة بما يسمح باستغلال تجاري واسع، لذا فإن الحديث عن “بحار من البترول” غير منطقي أو علمي، في حين أن اكتشاف الغاز الطبيعي في المملكة يمثل حالة مختلفة؛ إذ تعمل شركة البترول الوطنية على حفر 80 بئرًا لتعزيز الإنتاج وصولًا إلى نحو 420 مليون قدم مكعب عام 2030، لتغطية حاجة السوق المحلي مع إمكانية تصدير الفائض.

ويستعرض عقل ملف الصخر الزيتي الذي يمتلك الأردن احتياطيات ضخمة منه، مشيرًا إلى مشروع “العطارات” الذي يسهم في المرحلة الأولى بتوفير نحو 540 ميغاواط من الكهرباء، الأمر الذي يدعم منظومة الطاقة ويعزز إمكانيات الربط الكهربائي وصادرات المملكة.

كما يلفت إلى الدور الاقتصادي الكبير لصناعة الفوسفات والبوتاس والقطاعات المرتبطة بهما، معتبرًا أنها صناعات عالمية تتطور باستمرار وتعزز تنافسية الأردن في الأسواق الدولية، فيما يمثل اكتشاف الفوسفات في منطقة الريشة فرصة لإنشاء منطقة صناعية تعتمد على التصنيع وليس تصدير الخام، بما يخلق فرص عمل ويعزز إيرادات الدولة.

ويضيف عقل أن وزارة الطاقة والثروة المعدنية أعلنت عن خطط تطوير محطة العطارات في مرحلتين لتعزيز الإنتاج، إلى جانب عمل الهيئة الوطنية للطاقة الذرية على مشاريع ودراسات تجارية بالتعاون مع كازاخستان.

ويشير إلى أن الحكومة أصدرت تقارير شفافة مدعومة بالأمم المتحدة توضح واقع قطاع التعدين بعيدًا عن المبالغات، وأن الأردن يسعى للانضمام إلى مبادرة الشفافية في الصناعات الاستخراجية، وهي منصة دولية تنشر بيانات معتمدة لجذب الاستثمار وبناء ثقة المستثمرين.

ويختم عقل بالإشارة إلى أن تطوير التشريعات الاستثمارية والسير في مسار إصلاح بيئة التعدين يمثل خطوة صحيحة، شرط استمرار الشفافية واعتماد المعلومات العلمية كأساس للتعامل مع هذا القطاع الحيوي.