أبو زيد: الاحتلال يلجأ لحروب الوكلاء في غزة بعد استنزاف قوته البشرية

mainThumb
أبو زيد: الاحتلال يلجأ لحروب الوكلاء في غزة بعد استنزاف قوته البشرية

08-12-2025 06:06 PM

printIcon

(أخبار اليوم – سارة الرفاعي)

يرى المحلل العسكري نضال أبو زيد أن فهم أسباب تكاثر الجماعات المسلّحة المدعومة من الا حـتـ.ـلا ل في قطاع غزة يبدأ من ملف العميل ياسر أبو شباب، الذي شكّل بالنسبة للا حـتـ.ـلا ل محاولة أولية لإيجاد نمط صراع جديد بعيدًا عن المواجهة البرية التقليدية.

ويشير أبو زيد إلى أن مقتل أبو شباب، بغض النظر عن ظروفه، حمل دلالة واضحة على رفض شعبي واسع داخل غزة لفكرة تلك الجماعات، مؤكدًا أن هذا الرفض الشعبي يفسّر جانبًا من تعثر المشروع الذي سعى الا حـتـ.ـلا ل من خلاله إلى إيجاد شكله الأمني الجديد.

ويضيف أن الا حـتـ.ـلا ل يسعى، وفق رؤيته العسكرية الحديثة، إلى اعتماد نمط “حروب الوكلاء”، أي خلق مجموعات تقاتل بالنيابة عنه وتتلقى دعمًا جويًا وتسليحيًا، بهدف تقليل فاتورة الخسائر البشرية التي استنزفت جيشه بشكل ملحوظ خلال الأشهر الماضية.

ويستشهد أبو زيد بتقارير عبرية تحدثت عن انخفاض الإقبال على الخدمة العسكرية داخل جيش الا حـتـ.ـلا ل، إلى جانب توجهات موازنة الاحتلال التي تضمنت خفض حجم قوات الاحتياط المتوقعة لعام 2026 من 60 ألفًا إلى 40 ألفًا، وهو ما يعكس أزمة متنامية في القوة البشرية.

ويقول أبو زيد إن التحرّكات على الأرض توحي بأن جيش الا حـتـ.ـلا ل بدأ يحاول إنشاء خلايا مسلحة في مختلف مناطق القطاع، شمالًا ووسطًا وجنوبًا، بغية خلق واقع أمني جديد عبر مجموعات تحمل طبيعة الصدام المباشر مع المقاومة.

ويلفت إلى أن ما يستدعي الانتباه هو أن معظم قادة هذه الجماعات يمتلكون خلفيات جنائية، وضالعون في التهريب وتجارة المخدرات، ما يجعلهم أكثر قابلية لنهج “التوحش” الذي يسعى الا حـتـ.ـلا ل لاستثماره في إدارة الصراع.

ويذكر أبو زيد أن هذه المجموعات ليست وليدة اللحظة؛ فبعضها موجود منذ سنوات مثل جماعة المنسي شمال القطاع، وجماعة أبو شباب، بينما نجحت المقاومة سابقًا في ضبط مجموعات مشابهة داخل غزة قبل أن تعود محاولات إعادة إنتاجها مؤخرًا.

ويؤكد أن عدم قدرة المقاومة حتى الآن على الوصول المباشر لبعض هذه الخلايا يعود إلى احتمائها خلف الدبابات الإسرائيلية، إلا أن حادثة مقتل أبو شباب تعطي مؤشرًا على قدرة الحاضنة الشعبية والعشائرية على رفض تلك الجماعات والتصادم معها، باعتبارها فصائل منشقّة عن الإجماع الشعبي.

ويختم أبو زيد بأن السلوك العام داخل قطاع غزة، سواء من المقاومة أو المجتمع، يميل إلى رفض هذه الجماعات، ما يجعل مستقبل مشروع “الوكلاء المحليين” للا حـتـ.ـلا ل أقرب إلى التعثر منه إلى التمدد.