الزيود: رشوف النشمية من فكرة منزلية إلى مطعم يُحيي التراث الأردني في سحاب

mainThumb
الزيود: رشوف النشمية من فكرة منزلية إلى مطعم يُحيي التراث الأردني في سحاب

09-12-2025 06:07 PM

printIcon

(أخبار اليوم – سارة الرفاعي)

قد تبدو فكرة طبق شعبي بسيط بداية متواضعة، لكنها بالنسبة للشابة الأردنية آية الزيود تحوّلت إلى مشروع حياة. تقول الزيود إن رحلتها مع “رشوف النشمية” بدأت قبل نحو عام داخل منزلها، حين قررت أن تُعيد لهذا الطبق التراثي مكانته في ذاكرة الأردنيين ومائدتهم، مؤكدة أنها فوجئت بوجود أجيال لا تعرف معنى الرشوف أصلًا رغم جذوره الممتدة في حياة البدو والأجداد.

وتوضح أنها بدأت بالمشاركة في فعاليات داخل المحافظات، من المفرق إلى معان والزرقاء، لتصل لاحقًا إلى الوزارات والفعاليات العامة حيث كان مشروعها حاضرًا. وتشير إلى أن هدفها لم يكن تجاريًا فقط، بل ثقافيًا وتراثيًا، يسعى لإحياء طبق ارتبط بجدات القُدم وأسلوب حياتهن، حين كان فائض اللبن يتحول في اليوم التالي إلى وجبة طازجة ومغذية.

وتؤكد الزيود أن ما يميز “رشوف النشمية” هو التزامه بالأصل، فهي تعده بالجميد والسمن البلدي وتستخدم الجريش بدلًا من الأرز، مضيفة أن ردود الفعل الأولى حملت شكوكًا واستخفافًا بالمشروع، قبل أن يتحول الإقبال إلى شهادة نجاح؛ إذ بات زوار مطعمها يقصدونه من عدة محافظات ويتحدثون عن اختلاف النكهة وتميزها.

وتروي الزيود أنها واجهت آراءً سلبية في البداية، بعضها تساءل: “من سيشتري رشوف؟”، لكنها أصرت على الاستمرار، معتبرة أن رضا الناس غاية لا تُدرك، وأن ما يهمها هو إيمانها بفكرتها وقدرتها على الوصول إلى جمهور يقدّر قيمتها التراثية.

وتشير إلى أن مطعمها الجديد افتُتح قبل نحو أسبوع في منطقة سحاب، قرب مدرسة سحاب الثانوية للبنات، مبينة أن ديكوره البسيط صممته بنفسها بما يتسق مع هوية المشروع، وأن خبز القمح المخبوز على الحطب أصبح جزءًا من التجربة التي تقدمها لضيوفها.

وتقول الزيود إنها رغم التحديات والضغوط والأزمات التي مرت بها، لم تتوقف عن السعي، حتى تحقق حلم افتتاح مطعم يشكل نقطة انطلاق لأفكار أكبر، مضيفة أنها تنوي إضافة المزيد من الأكلات التراثية مثل المسخن والمكمورة والجَجَاجيل، حفاظًا على الهوية الوطنية وتوثيقًا للمطبخ الأردني الأصيل.

وفي ختام حديثها، دعت الزيوت الأردنيين لزيارة “رشوف النشمية” وتجربة أطباقه التقليدية، مؤكدة أن المشروع بالنسبة لها ليس مطعمًا فحسب، بل رسالة انتماء للوطن وذاكرته الغذائية.