بزادوغ تحذر من "الثالوث المظلم" وتأثيره المدمر في العلاقات وبيئات العمل

mainThumb
بزادوغ تحذر من "الثالوث المظلم" وتأثيره المدمر في العلاقات وبيئات العمل

20-12-2025 05:07 PM

printIcon

(أخبار اليوم – تالا الفقيه)

حذّرت الدكتورة رولا بزادوغ من خطورة ما يُعرف بـ«الثالوث المظلم» في علم النفس، وهو مزيج من ثلاث سمات شخصية تتمثل في النرجسية، والسيكوباتية، والمكيافيلية، مؤكدة أن اجتماع هذه الصفات لدى الفرد يشكّل خطرًا حقيقيًا على العلاقات الإنسانية وبيئات العمل والقيادة.

وأوضحت بزادوغ أن النرجسية تتجاوز حب الذات إلى تعظيمها على حساب الآخرين، مع حاجة دائمة للإعجاب، وحساسية مفرطة للنقد، واستغلال للعلاقات دون شعور بالذنب، مشيرة إلى أن الشخص النرجسي غالبًا ما يظهر بقناع اجتماعي جذاب يخفي هشاشة داخلية وافتقارًا للتعاطف.

وبيّنت أن السيكوباتية تتمثل في البرود العاطفي وضعف التعاطف واتخاذ قرارات جريئة دون اكتراث بالعواقب، إضافة إلى قدرة عالية على قراءة نقاط ضعف الآخرين، لافتة إلى أن هذه السمة ترتبط بانخفاض نشاط مناطق الدماغ المسؤولة عن الخوف والتعاطف.

وأضافت أن المكيافيلية تقوم على عقلية استراتيجية ترى العالم كساحة مصالح، تعتمد التخطيط طويل الأمد والتلاعب الهادئ وإخفاء النوايا الحقيقية، واستخدام الآخرين كوسيلة للوصول إلى الأهداف دون انفعال ظاهر.

وأكدت بزادوغ أن اجتماع هذه السمات الثلاث يُنتج شخصيات قد تبدو قيادية وساحرة في الظاهر، لكنها مدمرة في الجوهر، سواء في العلاقات العاطفية أو المهنية، حيث تبدأ العلاقة غالبًا بإعجاب واهتمام مبالغ فيه، ثم تتحول تدريجيًا إلى لوم وسيطرة وبرود عاطفي، وصولًا إلى الاستنزاف أو الانسحاب المفاجئ.

وأشارت إلى أن هذه الشخصيات تظهر بكثرة في مواقع النفوذ والقيادة، نظرًا لقدرتها على صناعة انطباع أولي قوي، واتخاذ قرارات جريئة، وتبرير الأخطاء بسهولة، لافتة إلى أن العديد من الأزمات المالية والسياسية تاريخيًا ارتبطت بقيادات تحمل هذا المزيج النفسي.

وختمت بزادوغ بالتأكيد على أن فهم «الثالوث المظلم» يهدف إلى الوعي والحماية لا التخويف، داعية إلى مراقبة الأفعال لا الأقوال، ووضع حدود واضحة، والحفاظ على شبكة دعم، وعدم عزل النفس، مشددة على أن التعافي يبدأ بالتوقف عن لوم الذات وقراءة التجربة بوعي وموضوعية.