المواطنون للحكومة: أين السدود بعد أمطار الخير؟ وهل صيف قاسٍ مائيًا ينتظرنا؟

mainThumb
المواطنون للحكومة: أين السدود بعد أمطار الخير؟ وهل صيف قاسٍ مائيًا ينتظرنا؟

29-12-2025 10:52 AM

printIcon

أخبار اليوم -  أعادت كميات الأمطار الغزيرة التي هطلت على مختلف مناطق المملكة فتح ملف المياه على نطاق واسع، بعد مشاهد فيضانات بعض السدود وتدفّق كميات كبيرة من المياه في الأودية باتجاه البحر الميت، وسط تساؤلات شعبية مباشرة حول غياب الاستعداد المسبق وقدرة البنية المائية على استيعاب هذا الموسم المطري.

مواطنون عبّروا عن استغرابهم من تكرار المشهد ذاته كل شتاء، حيث تبدأ التحذيرات من فيضانات السدود مع أولى المنخفضات، بينما تُطرح في الصيف رواية الشح المائي وجدولة التزويد. هذا التناقض، وفق ما يطرحه المواطنون، يثير سؤالًا جوهريًا حول التخطيط المائي، وجدوى السدود القائمة، وحقيقة قدرتها الاستيعابية بعد سنوات من تراكم الطمم وعدم التوسعة.

وفي نقاشهم، تساءل المواطنون عن أسباب عدم إنشاء سدود أكبر أو توسيع السدود الحالية، ولماذا لم تُنفّذ مشاريع لإعادة تنظيم مجاري الفائض قبل الشتاء، خاصة في ظل سنوات سابقة من الجفاف كان يمكن استثمارها في التأهيل والصيانة. كما طرحوا أسئلة حول غياب تنظيف السدود قبل الموسم المطري، وتأثير ذلك على سرعة امتلائها وحدوث الفيضانات.

وتوقف المواطنون عند كميات المياه التي تتجه جنوبًا نحو البحر الميت دون أي استفادة فعلية، معتبرين أن هذا الهدر يتكرر سنويًا دون حلول واضحة، في وقت يُطلب فيه من المواطنين ترشيد الاستهلاك وتحمل أعباء إضافية عبر رفع التعرفة وتغيير العدادات. وبرأيهم، المشكلة لم تعد في نقص المياه بقدر ما أصبحت في إدارتها.

كما طُرحت تساؤلات حول غياب الربط بين السدود وشبكات نقل ومعالجة تضمن الاستفادة من المياه المخزنة، وحول عدم وجود خطط واضحة للتعامل مع فيضانات السدود بما يمنع الأضرار على المناطق الزراعية والسكنية المحيطة بها. مواطنون أشاروا إلى أن إدارة الفائض المائي يجب أن تكون جزءًا أساسيًا من أي سياسة مائية جادة.

وفي ظل هذه المشاهد، عبّر كثيرون عن خشيتهم من أن يتكرر خلال أشهر خطاب «الصيف القاسي مائيًا»، رغم موسم مطري وُصف بأنه جيد، متسائلين عن مصير المياه التي فاضت من السدود، ولماذا لا تنعكس على واقع التزويد للمواطنين لاحقًا.

ويبقى السؤال الذي يطرحه المواطنون اليوم موجّهًا للحكومة بوضوح: هل ستتم مراجعة حقيقية لسياسات السدود وإدارة المياه، أم يستمر الدوران بين فيضانات شتوية وأزمات صيفية دون تغيير يشعر به الناس على أرض الواقع؟