الملك يقود حرباً من نوع آخر .. ناصروه

mainThumb

17-10-2023 11:35 AM

printIcon

انظار العالم كله تتبع حاليا مسار لقاءات جلالة الملك عبدالله الثاني بالقارة العجوز اوروبا، والتي بدأت بلقاء رئيس وزراء بريطانيا مؤخرا والتي اعلن خلالها جلالته عن رفضه لأي حلول تخرج عن نطاق حل الدولتين وباستثناء ذلك فالاردن لن يقبل بحلول اخرى وتحديدا تلك التي تتجاوز خطوطنا الحمراء ومهما كلف الثمن.

التصعيد الأردني لم يأت من فراغ فنحن في القضية الفلسطينية والمقدسات وحمايتها لسنا محايدين ولن نكون معلنين عن حرب من نوع اخر يقودها جلالة الملك من خلال الاشتباك السياسي والقائم على وضع قادة الرأي العالمي في صورة «جرائم الحرب» التي بدأ الكيان الاسرائيلي بتنفيذها على ارض الواقع وامام اعين ومرأى العالم.

الملك ولما يحظى به من ثقة كبيرة لدى معظم دول العالم لم يتوان للحظة باتخاذ قرار ان يجوب العالم ليلتقي رؤساء الدول وممثليها لاقناعهم بالضغط على هذا الكيان بالتراجع عن المجازر التي يرتكبها بحق الابرياء الذين يتم معاقبتهم بشكل جماعي وباسلوب لا انساني من قطع الغذاء والماء والكهرباء والدواء عنهم وصولا لتنفيذ مخططاته بتهجير الفلسطينيين لدول مجاورة، معلنا عن رفضه ورفض الاردنيين لهذه المخططات مهما كلف الثمن، فاقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية خط احمر لن نتنازل عنه.

الموقف الاردني واضح ولم يتزحزح قيد انملة منذ عقود، معلنا عن رفضه لأي حل لايقوم على حل الدولتين ولهذا كنا اكثر واشد من عارض صفقة القرن التي افشلناها بدبلوماسية رفيعة ساندتنا بها قوى عالمية اقنعها الملك بأن غياب حل الدولتين سيفجر المنطقة الى ما لانهاية وسيعمق العنف ما بين الاجيال الحالية و المقبلة التي نشأت وستنشأ على الكراهية.

«صوت الحكمة والعقلانية والدبلوماسية الشرسة» هو كل ما نحتاجه اليوم بعد ان حدث ما حدث وخاصة اننا بتنا نرى الكيان المحتل قد بدا اقرب لتنفيذ مخططاته الاستيطانية والتهجيرية وترحيل ازماته لدول الجوار، وهذا ما يرفضه الملك والاردنيون والعرب على الاطلاق، فقناعتنا راسخة بان الفلسطينيين لن يعيشوا الا على ارضهم وفي دولتهم التي يحلمون فيها منذ سنوات طويلة منذ ان اغتصبها هذا الكيان المحتل الذي يرفض هو نفسه التعايش مع محيطه بسلام بحجة اقامة دولته اليهودية.

خلاصة القول، تكمن في ان مليكنا الهاشمي يقاتل في اوروبا وبكل العالم بسلاح «العقل والحكمة» نيابة عن العرب والمسلمين والمسيحيين في الشرق، بهدف اقناع العالم بضرورة وقف العدوان الذي تجاوز مراحل الانسانية ومبررات الدفاع عن النفس، والاهم من هذا كله أن الملك ذهب ليقول وبكافة لغات العالم ودون الحاجة لترجمة (لا للتهجير لا للتوطين لا لحل الدولة الواحدة) ومهما كلف الثمن، وسننتصر بهذه الحرب التي نقف بها جميعنا خلف الملك لنعاون على إبطال تلك المخططات النازية الصهيونية.