الفايز: نحن بحاجة الى قرارات حاسمة تجاه الدول المارقة والخارجة على القانون الدولي

mainThumb

17-03-2024 07:46 PM

printIcon

أخبار اليوم - قال رئيس مجلس الاعيان فيصل الفايز، ان عالمنا بحاجة اليوم ، الى ارادة حقيقية من قبل ساسته وقادته ، للوصول الى السلام الحقيقي الذي ينشده مجتمعنا الانساني ، وبحاجة ايضا الى قرارات حاسمة تجاه الدول المارقة والخارجة على القانون الدولي ، وبحاجة الى صحوة حقيقية للضمير الانساني والاخلاقي ، صحوة تعيد الامن والاستقرار الى الشعوب المضطهدة والجائعة والفقيرة ، وتنهي سياسة الاستقطاب والهيمنة.


وبين الفايز، ان المجتمع الدولي ومنظماته الاممية سواء كانت عصبة الامم او خليفتها الامم المتحدة ، قد فشلا في تعزيز التعاون الدولي وتحقيق السلم والأمن الدوليين منذ الحرب العالمية الاولي وحتى يومنا هذا، وانقسم المجتمع الدولي الى محاور واقطاب ، ولم تستطع الامم المتحدة التي انشئت بعد الحرب العالمية الثانية ، من تحقيق اهدافها ومنع الصراعات والحروب الدائرة في عالمنا ، ، وللاسف بداء عالمنا اليوم اكثر انقساما بين شماله وجنوبه ، وزادت هيمنة الدول العظمى على الدول الفقيرة والضعيفة.


جاء ذلك في الكلمة التي القاها الفايز، في المؤتمر السنوي الثاني للمجلس العالمي للتجديد السياسي الذي عقد في واشنطن، بهدف دعم السلام العالمي والعدالة الاجتماعية وحماية حقوق الانسان ، وبناء مجتمعا انسانيا خال من العنف ، بمشاركة قادة سياسيين ورؤساء حكومات سابقين ، وحزبيين وبرلمانيين وناشطون في مجال حقوق الانسان يمثلون مختلف دول العالم .


واضاف الفايز :" ان السلام الذي ينشده عالمنا ما زال مفقودا، وما زال مجتمعنا الانساني يعاني من الصراعات والحروب، رغم المواثيق الدولية الصادرة عن الامم المتحدة، وحق الشعوب في الحرية والاستقلال والحياة الآمنة " .


وبين رئيس مجلس الاعيان في كلمته امام الحضور، ان الفجوة اتسعت بين الدول الفقيرة والغنية وما زالت العديد من دول العالم ، تعاني من ويلات الصراعات ، وخير دليل على ذلك ان الشعب الفلسطيني ، ما زال يعاني من اطول احتلال في تاريخ البشرية ، بسبب عدم قدرة الامم المتحدة على تنفيذ قراراتها ، التي تؤكد حق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة .


واضاف: " انه ونتيجة لفشل المجتمع الدولي ببناء مجتمع انساني خال من العنف واسلحة الدمار الشامل ، ولعدم قدرة الامم المتحدة ومؤسساتها من فض النزاعات وانها الصراعات ، فان المجتمع الانساني يدفع اليوم ثمنا باهظا جراء الحرب الروسية الاوكرانية ، والعدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة " .


وقال الفايز من المحزن جدا انه ما زالت العديد من الدول تغذي هذه الصراعات والحروب وتدعمها بالمال والسلاح، رغم الاثمان الباهضة التي يدفعها المجتمع الدولي، مما ادى ايضا الى انتشار العنصرية والحروب الطائفية والدينية وخطاب الكراهية، ولم تنجح القوى الحية التقريب بين الشعوب ، وفشل حوار الحضارات ، وسيطرت قوى الارهاب والتطرف ، وازدهرت تجارة المخدرات ، واسلحة الدمار الشامل ، والاسلحة المحرمة دوليا ، وزاد نفوذ العصابات المسلحة والمليشيات ومرتزقة الحروب .


واشار الى ان الصراعات والازمات السياسية والحروب الاهلية ، والتي اغلبها في منطقة الشرق الاوسط ، ادت الى قتل وتهجير مئات الالاف ، وانتشار الفقر والبطالة ، وتراجع النمو الاقتصادي وانعدام التنمية ، ويدخل التغير المناخي كتحدٍ اضافي ، ليعمق أزمة الغذاء العالمية إلى مستويات مقلقة ، قد يتسبب بمزيد من حالات النزوح واللجوء ، وتراجع النمو الاقتصادي وانعدام التنمية .


وخلال المؤتمر قال الفايز ، اود تذكير الحضور بتصريحات الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش ، التي اعتبر فيها أن مجلس الأمن الدولي ، فشل في منع الحرب في أوكرانيا ، وإن المجلس فشل ايضا القيام بكل ما يمكنه لمنع هذه الحرب ووضع حد لها ، والتي اعترف فيها ايضا بإن مجلس الأمن مشلول بسبب الانقسامات الجيوستراتيجية ، وأن المؤسسات العالمية ضعيفة وعفا عليها الزمن ، وانها لم تزل عالقة في فترة زمنية مضى عليها 80 عاما ،.


أما بخصوص العدوان الاسرائيلي على قطاع غزه فقد اوضح غوتيريش ، انه ضغط على مجلس الامن الدولي ، من أجل تجنب وقوع كارثة إنسانية في غزه ، لكن للأسف فشل في القيام بذلك.


وقال الفايز انه في الوقت الذي نلتقي فيه اليوم ، للوقوف على التحديات التي تواجه عالمنا وكيفية معالجتها ، وصولا الى السلم العالمي لينعم عالمنا بالامن والاستقرار والسلام ، اود تذكيركم وتذكير مؤسسات حقوق الانسان والمنظمات الدولية ، التي تدافع عن حرية الشعوب وحقها في الحياة والكرامة ، اذكركم بانه حتى نهاية الاسبوع الماضي وجراء العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ، فقد تجاوز عدد الشهداء 31 ألف شهيد ، واصيب اكثر من 80 الف ، منهم 75 بالمائة من النساء وألاطفال.


واكد الفايز في كلمته ، ان كل هذا القتل يجري امام صمت المجتمع الدولي ، وقال " لا شيء يمكن أن يبرر استمرار تدمير سبل عيش مليوني شخص في غزه ، وتدمير المستشفيات ودور العبادة والمدارس ومصادر المياه ، وتدمير 80 بالمئة من بيوت قطاع غزه وكافة البنى التحتية ، وتهجير نحو مليون ونصف المليون فلسطيني من القطاع الى رفح ، اضافة الى قتل الصحفيين والاطباء ، ومنع موظفي المنظمات الانسانية من القيام بعملها " .


واضاف الفايز: " انني هنا اتوجه بالسؤال للجميع ، هل جرائم اسرائيل هذه هي جرائم حرب ؟ وهل ما تقوم فيه اسرائيل من تطهير عرقي وحرب ابادة جماعية ، من حق المجتمع الدولي ومحكمة العدل الدولية والجنائية الدولية ان تحاسب اسرائيل على جرائمها ؟ " وقال ان استمرار هذه العدوان امر غير مقبول ، وان استمرار المجتمع الدولي الاكتفاء بالتنديد امر غير مبرر ، والى متى تبقى اسرائيل دولة خارجة على القانون ، تدعمها دول تدعي الحرية وحماية حقوق الانسان ، تحت مبرر حق الدفاع عن النفس ، ان ما جري في السابع من شهر اكتوبر العام الماضي ، ما هو الا نتيجة لحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة منذ قرابة الثمانية عقود ، لقد تجاوزت إسرائيل كافة القوانين والقيم الأخلاقية والإنسانية. والمعايير القانونية .


وبين رئيس مجلس الاعيان، ان حرب الابادة التي تمارسها دولة الاحتلال الاسرائيلي بحق سكان قطاع غزه والشعب الفلسطيني عموما ، اضافة الى مختلف الجرائم الاخرى ، سواء كانت التطهير العرقي او القتل المتعمد ، او اتباع سياسة التجويع والتهجير القسري ، وتدمير سبل العيش والحياة ، هي جميعها جرائم حرب ينطبق عليها تعريف الامم المتحدة لمفهوم حرب الابادة وجرائم الحرب .


وقال الفايز ان جلالة الملك عبدالله الثاني الذي يمثل صوت الحكمة والعقل، يحذر باستمرار من تداعيات عدم تطبيق اسرائيل قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية ، وقد بين جلالته لشركائه واصدقائه من قادة العالم وساسته ، بأن استمرار اسرائيل في سياساتها العدوانية ، لن يحقق الامن والاستقرار لها ، او لمنطقة الشرق الاوسط والعالم .


وخلال جولة جلالته الاخيرة التي شملت الولايات المتحدة الامريكية ، والمملكة المتحدة وفرنسا وكندا ، هذه الدول التي يرتبط معها الاردن بعلاقات استراتيجية قوية ومتينة ، مضي على بعضها اكثر من عشرة عقود ، لكنه يختلف معها في موضوع التعاطي السياسي والامني المتعلق بالقضية الفلسطينية ، فقد وضع جلالته قادة هذه الدول ومسؤوليها ، بحقيقة ما يجب عمله لوقف الحرب الاسرائيلية على الشعب الفلسطيني ، حيث حمل جلالته مشروعا بخطة واضحة للتعامل مع العدوان الاسرائيلي ، اساسه عدم السماح لإسرائيل باجتياح رفح لأن النتيجة ستكون كارثية على الجميع ، وضرورة انضاج صفقة وقف الحرب عبر هدنة طويلة تبدأ بتبادل الأسرى ، اضافة الى فتح كافة المعابر لتدفق أكبر كميات من المعونات الإنسانية ، وإنهاء التصعيد في الضفة الغربية ولجم المستوطنين ، وفتح المسجد الأقصى امام المصلين ، وإطلاق مبادرة الحل السياسي الشامل وفق جدول زمني محدد ، من خلال مؤتمر دولي يفرض الحل العادل للقضية الفلسطينية على اسرائيل ، وفق حل الدولتين وقرارارت الشرعية الدولية ، وصولا إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ، هذا بالاضافة الى رفض الاردن توسيع الحرب والتهجير القسري للفلسطينيين تحت اي ذريعة ، مشيرا في هذا الاطار الى ان الاردن لديه مليونين ونصف المليون من اللاجئين الفلسطينيين ، يوفر له الرعاية الكريمة والعمل بالتعاون من " الاونروا " ، وهولاء من حقهم العودة الى وطنهم الذي هجروا منه قسرا .


كما ان جلالة الملك عبدالله الثاني ابلغ كافة الاطراف الفاعلة ، في البيت الأبيض والكونغرس والعواصم الاوروبية وغيرها ، بأن اي محاولة او خيار لتصفية القضية الفلسطينية ، على حساب الأردن امر مرفوض تماما ، وقيام إسرائيل باي عملية تهجير للفلسطينيين من الضفة الغربية هو بمثابة خط احمر ، وسيتعامل الاردن مع هذه العملية بمنتهى الحزم باعتبارها تهديدا للأمن الوطني الأردني.


واشار الفايز ايضا، الى ان العالم اليوم يواجه تحدي اللجوء والنزوح ، بسبب الاضطهاد والصراعات والعنف ، أو نتيجة الخوف من التعرض للاضطهاد ، او بسبب العرق أو الدين أو الانتماء الى فئة اجتماعية معينة ، أو الاراء السياسية ، مبينا ان ارقام المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ، تشير الى أنه في عام 2017 رحل حوالي 65 مليون شخص قسراً في جميع انحاء العالم ، تاركين بيوتهم ومقدراتهم ، فهناك مئات الالاف من اللاجئين السوريين ، والملايين من اللاجئين والنازحين الفلسطينيين ، ومثلهم ايضا من الدول الافريقية ، خاصة الذي هاجروا بسبب الجوع والفقر والاضطهاد الديني والعرقي .


واكد ان هذه التحديات ترتب على المجتمع الدولي ، المزيد من التشاركية المبنية على الثقة لتجاوزها ، من خلال بناء علاقات قائمة على الاحترام والمنافع المشتركة ، وعلى نحو يبني مستقبلا تشاركي للمجتمع الانساني يحقق الرفاه للجميع ، ويعيد المتانة والقوة للقيم الانسانية والاخلاقية ، وقيم الحرية والعدالة ، بعيدا عن السيطرة والاستحواذ والهيمنه ، وسياسة الاستقطاب وتحقيق المنافع الخاصة ، على حساب كرامة الشعوب وحريتها وامنها واستقرار الدول وسيادتها.


وطالب الفايز المجتمع الدولي بذل جهود اكبر لتذليل كافة العقبات والتحديات، من خلال الحوار المسؤول والجاد ، وخلق الترابط الاقتصادي المتبادل بين الدول ، وتعزيز العلاقات في المجال الثقافي والاجتماعي ، فالاعتراف المتبادل بالحقوق وتحقيق العدالة للجميع ، يصل بالجميع إلى معادلة أمن ورخاء دائمين .


يشار الى ان المجلس العالمي للتجديد السياسي (GCPR) هو منظمة عالمية تجمع السياسيين على جميع المستويات من مختلف أنحاء العالم ، وقد تم إطلاقه عام 2022 ، بهدف تعزيز تعاون السياسيين والسعي لتحقيق السلام والعدالة العالميين.