هل نحن أمام نكبة فلسطينية جديدة؟

mainThumb

13-03-2023 11:32 AM

printIcon

فاطمة الزهراء - بعد تصاعد الأحداث الأخيرة في الأراضي الفلسطينية والانتهاكات الصارخة التي طالت مدينة حوارة جنوب نابلس، من إحراق المركبات وإضرام النيران في عشرات المنازل الفلسطينية من قبل المستوطنين، تلتها أحداث جنين التي ودّعت أقمارها التسعة دفاعًا عن الحمى، والاعتداءات الواسعة بوتيرة غير مسبوقة في الآونة الأخيرة، تعود بنا الذاكرة للمجازر والأحداث الإجرامية التي افتعلتها العصابات الصهيونية قبيل احتلال فلسطين لتهجير الفلسطينيين والاستيلاء على أراضيهم، الأمر الذي يدفعنا للتساؤل هل نحن أمام نكبة فلسطينية جديدة؟

دكتور العلوم السياسية ثامر العناسوة قال لـ"أخبار اليوم" إن الاحتلال الصهيوني عدو متغطرس والأعمال الاستيطانية متجذرة لديه عبر التاريخ وحكومته مستمرة إلى اليوم في سياسة الفصل العنصري المتطرفة تجاه الشعب الفلسطيني المقاوم، مبينًا أن هذا العدو "لا يؤخد منه وعود ولا عهود" بتهدئة الأوضاع.
وأضاف العناسوة أننا سنشهد في قادم الأيام انتفاضة جديدة، فلا يمكن للشعب الفلسطيني أن يهدأ أو يتوقف أمام هذه الجرائم الاستفزازية.
وبيّن أن هنالك تناقضات في القرار الإسرائيلي الداخلي وتخبطات داخل الكيان، ولا يوجد ثبات على قرار "ما سيدفع بلا شك إلى تصعيد في الفترة القادمة".

النائب خليل عطية قال لـ"أخبار اليوم" إن سيناريو النكبة لن يتكرر ولن يرحل الشعب الفلسطيني مرة أخرى من وطنه، مهما بالغ العدو بالقتل والإجرام والبطش والتنكيل بالشعب الفلسطيني المنغرس في أرض وطنه، مضيفًا " سيكون رد الشعب الفلسطيني كما هي عادته، وها نحن أمام جيل في العقد الثاني من عمره يربك العدو ويخرج له في كل شارع ومدينة يبث في كيانه الرعب والخوف، فحكومة الحاخامات الأخيرة تقوم بصب الزيت على النار التي ستلتهم جنبات هذا الكيان وتجعله آيلًا للسقوط".
وبيّن أن الكيان المحتل يشعر بالذعر من اقتراب رمضان شهر الجهاد، فهو يتوقع حدوث عمليات تزلزل كيانه "وندعو الله أن يحصل ذلك".
الأحداث المتسارعة والنوعية الخطيرة، تشي بأوضاع لا يحمد عقباها في الضفة، فاعتداءات المستوطنين باتت تتبع أساليب أكثر إجرامًا في التنكيل بالفلسطيني وأهله وأرضه لترهيبه أو تهديده، ما يمكن انتقاله لمختلف مناطق الضفة في المرحلة القادمة.
من جانبه قال الباحث الفلسطيني في الشؤون السياسية، خالد هواري إن من الصعب توقع الخطوات القادمة في الأيام المقبلة، كون الوضع العام في الأراضي الفلسطينية متوتر، فالأوضاع الداخلية الاسرائيلية تعاني ارتباكًا واضحًا "وبنظري من مصلحة نتنياهو تدهور الأوضاع الأمنية في المنطقة في الوقت الحالي حتى يفشل بن غفير امنيًا، ما يدفعه لتغيير سياساته والسير حسب توجيهات نتنياهو" ولكن لا يستطيع أحد توقع ما سيجري في قادم الأيام لحدوث العديد من التغييرات في السياسات الداخلية الاسرائيلية والنظام القضائي.


يذكر أن هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في السلطة الفلسطينية قالت إن قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين المتطرفين نفذوا636 اعتداء خلال شهر شباط الماضي.

وتراوحت الاعتداءات بين اعتداء مباشر على الفلسطينيين، وتخريب وتجريف أراض، واقتلاع أشجار، والاستيلاء على ممتلكات، وإغلاقات، وحواجز، وإصابات جسدية.

وبينت الهيئة، في تقريرها الشهري، أن هذه الاعتداءات تركزت في محافظة نابلس بـ253 عملية اعتداء، تليها جنين بـ114 اعتداء، ثم رام الله بـ43 اعتداء.