كتبت - نور الدويري
لم يعد خفيا أن ( إسرائيل) تستفز الأردن بالإرث الهاشمي بحقهم في الوصاية على العرش لتقدم دراسات لمحت لاحقية المملكة المغربية الوصاية، وأخرى تعيد فتح الجدل في المملكة السعودية مجددا، ولم يتوقف الأردن عن الدفاع عن حق الهاشمين في الوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين المحتلة، ليتضح للإسرائيلين أن سحب الوصاية الهاشمية أمرا مستحيل رغم كل الضغوطات التي مارستها (إسرائيل ) ومحاولتهم إشعال فتيل داخلي يناقش مدى هذه الأهمية للأردن فعلا.
لكن ما لا تدركه (إسرائيل) أن الجبهة الداخلية رغم مطالبتنا كسياسين ومثقفين من شد حزام الجبهة الداخلية أكثر إلا أنه بالفعل متماسك و مراهنتنا ليست على إنشقاق الجبهه الداخلية إنما القلق من إضعافها و دس السم في الدسم مستغلين الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الأردنييون والتي تتفاقم وتدخل مرحلة حرجة من الضغط على سلم إحتياجات الشارع العام .
ولاشك أن (إسرائيل) باتت تدرك عدم تنازل الأردن مطلقا عن حق الهاشميين في الوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين المحتلة والدعم الشعبي الضخم لهم.
اليوم عاد نتنياهو مع عدائه المعروف للدولة الأردنية لإفتعال أزمة الوصاية المرتبط بالمشروع الإسرائيلي الخفي لتسوية القضية الفلسطينية لإبتزاز الأردن لتغير رأيه والتنازل عن موقفه الثابت إتجاه القضية الفلسطينية لتناور (إسرائيل) اليوم بشكل مختلف هذه المرة إذ ظهرت دعوات إسرائيلية رسمية تطالب وزارة الأوقاف الأردنية والحكومة الأردنية للتدخل بمنع المعتكفين الفلسطنيين من دخول الأقصى في رسالة جوهرية واضحة تستفز الأردن لترفع وتيرة الضغط وكأنها تتحدى الأردن لإظهار قوته في الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين المحتلة وهذا تحدي تجاوز الخطوط الحمراء ولا يجب على عمان تقبل هذا التحدي.
من جهة أخرى جاءت تصريحات وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي واضحة وحادة ومتوازنة في آن واحد لكنها يجب أن تقرن بموقف حاد يصل لطرد السفير الإسرائيلي من عمان أو سحب سفيرنا في ( إسرائيل) وإصدار ورقة موقف أردني يدعو لقمة عربية عاجلة وأخرى دولية للإعتراف بحق الفلسطينيين على أرضهم وحفظ حق العودة ومنع المساس ولو تلميحا للأردن ليكون وطنا بديلا لفلسطين بالمطلق إذ يبدو جليا أن حل الدولتين إن لم يكن مستحيلا فهو بعيد جدا.
اليوم دعونا أحزاب أردنية وناقشنا سياسين كثر لتقدم نحو وقفات إحتجاجيه تطالب بموقف حاد ندعم فيه ثبات موقف الحكومة والدولة الأردنية.
لندعو اليوم أن تكون وقفة حزب إرادة يوم الجمعة أمام مسجد الجامعة الأردنية للضغط بإتجاه موقف تصعيدي والمطالبة بإصدار ورقة موقف أردني سياسي ترفع للمحكمة الدولية فورا والإجتماع مع لجنة فلسطين النيابية لدفع البرلمانات العربية لعقد إجتماع عاجل، ثم عقد قمة دولية لأنهاء هذا الضغط إذ يبدو أن نتنياهو يشتت أوراق الديمقراطيين واليساريين في (إسرائيل) الرافضين لوجود حكومته وقوانينه الجديدة نحو اللعب بأوراق المنطقة مما يعني التنبؤ بأزمة قد تتطور وتتعقد في المستقبل القريب.
والله من وراء القصد