أخبار اليوم - يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي التصعيد من عدوانه من خلال استهدافه المتكرر للمنشآت الطبية، وقتل الأطباء والممرضين، حيث شهد القطاع الطبي استهدافًا مباشرًا وممنهجًا للمستشفيات ومراكز الرعاية الصحية، في مخالفة صارخة لمبادئ القانون الدولي الإنساني، خاصةً اتفاقيات جنيف الأربع لعام 1949 والبروتوكولات الإضافية الملحقة بها.
ويخالف جيش الاحتلال المادة (18) من اتفاقية جنيف الرابعة التي تنص على عدم مهاجمة المستشفيات المدنية التي تقدم العلاج للمرضى والجرحى، بأي حالة من الأحوال ويجب احترامها وحمايتها في جميع الأوقات. كما تؤكد المادة (12) من البروتوكول الإضافي الأول لعام 1977 على أن "الوحدات الطبية لا تُهاجم، ويجب أن تُحترم وتحمي في جميع الظروف".
وفقًا لهذه النصوص، فإن أي هجوم مباشر أو غير مباشر على المستشفيات يعد جريمة حرب، ويخضع للمساءلة بموجب القانون الدولي. ومنذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة تعرضت عشرات المستشفيات في قطاع غزة لعمليات قصف جوي أو مدفعي مباشر، ما أسفر عن خروجها عن الخدمة بالكامل، كان آخرها قصف البوابة الخلفية للمستشفى الكويتي في خان يونس جنوب قطاع غزة، واستشهاد أحد العاملين، وقصف مستشفى ناصر، والمستشفى المعمداني، والشفاء، والإندونيسي، وكمال عدوان.
وأكد المستشفى الكويتي، أن الاحتلال استهدف البوابة الشمالية للمستشفى بصاروخ، ما أدى إلى استشهاد أحد الطواقم العاملة في المستشفى، وإصابة تسعة آخرين من الكوادر الطبية والمرضى بجروح متفاوتة داخل المستشفى. وشدد المستشفى على أنه مستمر في أداء واجبه الأخلاقي والإنساني تجاه الجرحى والمرضى ، رغم الظروف الصعبة والاستهداف المباشر وانهيار المنظومة الصحية في قطاع غزة. ولم يكتفِ الاحتلال بذلك، بل اقتحم مستشفيات، واعتقال عدد من الأطباء والممرضين، وسط تقارير عن إهانة العاملين وتعذيبهم داخل أماكن الاحتجاز.
تعميق الإبادة الجماعية رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد) صلاح عبد العاطي أكد أن استهداف جيش الاحتلال للمستشفيات والمنشآت الطبية في قطاع غزة، يعد جريمة مركبة. وقال عبد العاطي في حديثه لـ"فلسطين أون لاين": "يريد الاحتلال من استهدفه للمنشآت الطبية، تعميق الابادة الجماعية وتهديد حياة الجرحى والمرضي جراء توقف الخدمات الصحية وخاصة عمل، المستشفيات".
وأضاف عبد العاطي: "أكثر استهدافات الاحتلال خطورة ضد المنشآت الطبية كان قصفه للمستشفى الأهلي المعمداني وسط مدينة غزة، وهي أحد اقدم الأماكن الصحية والتاريخية التي تقدم خدماتها الصحية لسكان شمال قطاع غزة".
وبين أن استهداف الاحتلال للمستشفيات يأتي في ظل عجز دولي وصمت عن جرائم الاحتلال، أمام تعمده تدمير القطاع الصحي وتدمير المستشفيات واخرجها عن الخدمة في إطار تعميق الازمات الإنسانية بهدف اهلاك وابادة السكان وتهجيرهم بجعل القطاع منطقة منكوبة غير صالحة للحياة، لا يتوفر فيه الخدمات الإنسانية والصحية.
واعتبر أن تعمد الاحتلال استهدف المستشفيات يعد ازدراء الاحتلال لحق الفلسطينيين في الحياة والصحة وعدم اكتراث بكل قواعد القانون الدولي الإنساني التي وفرت حماية خاصة للمستشفيات والاطقم الطبية والعاملين في المجال الإنساني. وشدد على أن المطلوب من المجتمع الدولي والأمم المتحدة التحرك العاجل لوقف جريمة الإبادة الجماعية وضمان تدفق المساعدات الإنسانية والأدوية والمستلزمات والمعدات الصحية والأطباء والمستشفيات الميدانية وضمان اجلاء الجرحى والمرضى للمستشفيات خارج الأراضي الفلسطينية، والعمل علي فرض عقوبات على دولة الاحتلال الإسرائيلي ومحاسبة مرتكبي الجرائم بحق المستشفى وتوفير الحماية الدولية للمدنيين والقطاع الصحي والعاملين فيه. واستأنف الاحتلال الإسرائيلي فجر الـ 18 من آذار/مارس 2025 الماضي عدوانه وحصاره المشدد على قطاع غزة، بعد توقف دام شهرين بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير الماضي، إلا أن الاحتلال خرق بنود وقف إطلاق النار طوال الشهرين. وبدعم أميركي أوروبي، ترتكب (إسرائيل) منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، إبادة جماعية في قطاع غزة خلفت أكثر من 165 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
فلسطين أون لاين