ما هي الوضعية المثلى للنوم؟ ولماذا أوصى بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم؟

mainThumb
ما هي الوضعية المثلى للنوم؟ ولماذا أوصى بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم؟

03-05-2025 12:29 PM

printIcon

أخبار اليوم - كشفت دراسات طبية حديثة، مدعومة بتوجيهات نبوية شريفة، أن النوم على الشق الأيمن هو الوضعية الأفضل صحياً ونفسياً، لما لها من فوائد متعددة تؤثر بشكل إيجابي على وظائف الجسم، وتساعد على الاسترخاء وتحسين جودة النوم.

ويتنوع الناس في عادات نومهم، فالبعض ينام على بطنه، والبعض الآخر على ظهره، أو على الشق الأيسر، إلا أن كل واحدة من هذه الوضعيات لها آثار جسدية تختلف من حيث التأثير السلبي أو الإيجابي على الصحة.

فالنوم على البطن يُعد من أكثر الوضعيات ضررًا، حيث يؤدي إلى ضغط كبير على الرئتين بفعل وزن الهيكل العظمي، مما يعيق عملية التنفس الطبيعي أثناء النوم، وهو ما قد يؤدي إلى الشعور بالتعب والاختناق وعدم الراحة. أما النوم على الظهر، وإن كانت مريحة للبعض، فقد تؤدي إلى الشخير وصعوبة التنفس، خاصة لمن يعانون من مشكلات في الجهاز التنفسي.

أما النوم على الشق الأيسر، فرغم أنه يُمارس من قبل كثيرين، إلا أن الدراسات الطبية أثبتت أنه يؤثر سلبًا على عملية الهضم، إذ تستغرق المعدة وقتًا أطول لهضم الطعام في هذه الوضعية. ويرجع ذلك إلى أن الرئة اليمنى – الأكبر حجمًا – تضغط على القلب والكبد، مما يعيق الحركة الطبيعية للجهاز الهضمي، ويسبب شعورًا بعدم الراحة والقلق أثناء النوم.

في المقابل، يُعتبر النوم على الشق الأيمن هو الوضعية الأمثل، حيث تكون الرئة اليسرى – وهي الأصغر – في الأعلى، مما يُتيح للقلب والكبد الاستقرار دون ضغط، ويساعد على تحسين عملية الهضم، ويمنح الجسم راحة أكبر. كما أن هذه الوضعية تسهّل التنفس، وتُسهم في تخفيف الضغط عن أعضاء الجسم الحيوية.

ولم تغفل السنة النبوية هذا الجانب، بل سبق التوجيه العلمي الحديث التوجيه النبوي، فقد ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قوله:
"إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن، ثم قل: اللهمّ أسلمت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك..."
[متفق عليه]
وهو ما يعكس إدراكًا نبويًا دقيقًا لفوائد هذه الوضعية، ليس فقط من الناحية الروحية، بل الجسدية كذلك.

ويتناقل الناس منذ القدم توصيفات رمزية لأنماط النوم، حيث وُصفت النومة على الظهر بأنها نومة الملوك، والنومة على البطن بنومة الشياطين، والنومة على الشق الأيسر بنومة الأغنياء، بينما اعتُبرت النومة على الشق الأيمن "نومة الأتقياء والعلماء"، وهي الوضعية التي حافظ عليها النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

وفي ضوء ذلك، يدعو الأطباء وخبراء النوم إلى اعتماد النوم على الشق الأيمن كأسلوب صحي متكامل، يجمع بين الهدي النبوي والممارسة الطبية السليمة، لا سيما مع تزايد حالات اضطرابات النوم في العصر الحديث، وما تسببه من آثار سلبية على الصحة الجسدية والعقلية.

فالعودة إلى هذه الوضعية لا تعني فقط اتباع سنة مؤكدة، بل أيضًا اختيار نمط حياة صحي يعزز التوازن الجسدي والنفسي، ويضمن نومًا مريحًا وعميقًا، وهو ما يصبّ في مصلحة الفرد والمجتمع على حد سواء.