أخبار اليوم - أعلن المجلس الأعلى للإسكان في تقرير صادر عنه اليوم السبت بمناسبة يوم المرور العالمي، أن الإنسان يعد المسبب الرئيسي لحوادث الإصابات البشرية في الأردن بنسبة 97.1% خلال عام 2024، معظمهم من السائقين الذكور بنسبة 89%. في المقابل، ساهم الطريق بنسبة 1.9%، والمركبة بنسبة 1% فقط من هذه الحوادث.
ووفقا للتقرير سجل 190,175 حادثًا عام 2024، منها 11,950 مسببة لإصابات بشرية، أسفرت عن 543 وفاة و18,275 إصابة.
وبيّن التقرير أن الفئة العمرية بين 18 و35 عامًا كانت الأكثر تضررًا من حيث الإصابات (وفيات وجرحى) بنسبة 47.7% من مجموع المصابين عام 2024. وسجلت الفئة دون 18 عامًا نسبة 21.6% من المصابين و34.3% من وفيات المشاة، بينما بلغت نسبة وفيات الأطفال دون سن التاسعة 23% من إجمالي وفيات المشاة، ما يعكس أهمية دور الأسرة في توعية الأطفال بمخاطر الطريق.
وشكَّلت الفئة العمرية من 18 - 35 عامًا الأكثر تورطًا في الحوادث بنسبة 52.4%، تلتها الفئة من 36 - 53 عامًا بنسبة 31.4%.
وأوضح التقرير أن أخطاء السائقين تمثلت في عدم أخذ الاحتياطات اللازمة أثناء القيادة (42.2%)، ومخالفات المسارب (22.5%)، والأولوية (10.2%). كما سجل السائقون حديثو الرخص (رخص تقل أعمارها عن ثلاث سنوات) نسبة 10.5% من الحوادث، ما يؤكد ضرورة تطبيق إجراءات قانونية صارمة بحق المخالفين حفاظًا على الأرواح.
نمو المركبات وازدحام مروري متفاقم
وشهد الأردن خلال الفترة من 2020 إلى 2024 ارتفاعًا حادًا في أعداد المركبات، من 1.72 مليون مركبة عام 2020 إلى نحو مليوني مركبة عام 2024، بمعدل مركبة لكل 6 أشخاص، مقارنة بمركبة لكل 69 شخصًا في 1970.
وترافق ذلك مع زيادة في الحوادث المرورية، من 122,970 حادثًا عام 2020 إلى 190,175 حادثًا عام 2024، فيما ارتفع عدد الحوادث المسببة لإصابات بشرية من 8,451 إلى 11,950 حادثًا خلال نفس الفترة، أسفرت عن 543 وفاة و18,275 إصابة.
وأشار التقرير إلى أن هذه الزيادة ترتبط بالنمو السكاني الذي بلغ 6 ملايين خلال 20 عامًا، ليصل إلى 11.8 مليون نسمة، منهم 40% دون سن 18، ما يشير إلى تزايد متوقع في عدد السائقين والمركبات مستقبلاً، خاصة مع التقديرات ببلوغ 2.3 مليون مركبة بحلول 2030.
ويفاقم الازدحام المروري التوزيع الجغرافي غير المتوازن، إذ يعيش 92% من السكان في الشمال الغربي للمملكة، مما يضع ضغطًا كبيرًا على البنية التحتية. وبلغت تكلفة الحوادث المرورية في 2024 نحو 958 مليون دينار أردني، ما يعادل 2.8% من الناتج المحلي الإجمالي.
وعلى الرغم من استقرار معدل خطورة الحوادث بين 0.068 و0.063 خلال الأعوام 2020-2024، يؤكد المجلس أنه بالإمكان تحقيق تحسن أكبر عبر تركيز المخالفات على الأسباب المؤدية للحوادث قبل وقوعها.
ويُحيي العالم في الرابع من أيار يوم المرور العالمي للتوعية بمخاطر حوادث السير، التي تتسبب سنويًا بوفاة نحو 1.19 مليون شخص عالميًا، بمعدل 15 وفاة لكل 100 ألف نسمة، وأكثر من حالتي وفاة كل دقيقة.
ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، من المتوقع أن تؤدي حوادث المرور إلى 13 مليون وفاة و500 مليون إصابة بحلول 2030. وتشكل الإصابات المرورية السبب الأول لوفاة الفئة العمرية بين 5 و29 عامًا، والسبب الثاني عشر للوفاة عالميًا.
وتقع ثلثا الوفيات بين الفئات العمرية المنتجة (18-59 عامًا)، مما ينعكس سلبًا على الاقتصاد والمجتمع. كما يشكل قطاع النقل نحو ربع انبعاثات الغازات الدفيئة عالميًا.
ودعت خطة الأمم المتحدة للسلامة على الطرق (2021-2030) إلى خفض عدد الوفيات الناجمة عن الحوادث إلى النصف بحلول 2030، من خلال تبني نهج شمولي يدمج السلامة في جميع مكونات النظام المروري.