أخبار اليوم - صفوت الحنيني - قال المحلل السياسي الفلسطيني عصمت منصور إن الاحتلال الإسرائيلي نجح للأسف في فرض وتجذير استخدام سياسة التجويع الجماعي ضد المدنيين في قطاع غزة كإجراء يبدو مقبولًا ومبررًا في نظر المجتمع الدولي، دون أن يلقى ذلك الرفض أو الاعتراض الحازم الذي يفترض أن يواجه مثل هذه الانتهاكات.

وأوضح منصور أن ما يجري يعكس خطورة صمت المجتمع الدولي وتخاذله، معتبرًا أن غياب الضغط الفعلي على إسرائيل لوقف حصارها الخانق وحرمان الملايين من أبسط حقوقهم في الغذاء والماء والدواء، سيشجعها على المضي قدمًا وتوسيع هذه السياسة الممنهجة.

وأشار إلى أن الاحتلال قد يُقدم في الفترة المقبلة على إدخال مساعدات محدودة جدًا، وبأعداد رمزية، كإجراء شكلي لا يغير شيئًا من واقع الحصار، بالتوازي مع توسيع عملياته العسكرية في القطاع. وأضاف أن هذا النهج يعكس استراتيجية مركبة: تضييق خانق على المدنيين تحت ذريعة الضغط على حركة حماس، وهو في حقيقته ضغط مباشر على الأبرياء العزل.

وأكد منصور أن ما يُحاك ضد غزة ينذر بتصعيد واسع، وربما الوصول إلى اجتياح كامل للقطاع، إذا لم يحدث تحرك دولي جاد يغير مجرى الأمور، لا سيما من قبل الولايات المتحدة. وقال: "السيناريو الأسوأ وارد ما لم نرَ موقفًا أميركيًا مختلفًا ناتجًا عن ضغط دولي فعلي على إسرائيل".

وختم منصور حديثه بالتشديد على أن استمرار التغاضي عن استخدام سلاح التجويع كسلاح حرب يُشكّل سابقة خطيرة، وينذر بعواقب إنسانية كارثية إذا لم يتم التصدي له بمواقف دولية صارمة توقف الانتهاكات وتفرض حماية للمدنيين تحت القانون الدولي.