الأندية الرياضية في غزة .. من ملاعب إلى سجون تحت الاحتلال الإسرائيلي

mainThumb
الأندية الرياضية في غزة.. من ملاعب إلى سجون تحت الاحتلال الإسرائيلي

17-05-2025 06:14 PM

printIcon

أخبار اليوم - تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة على قطاع غزة، مستخدمة كل الأساليب المحظورة دوليًا، ومنتهكة كل القوانين والمواثيق، بما فيها القوانين الرياضية.

ولم تسلم المنشآت الرياضية في قطاع غزة من بطش الاحتلال، إذ دمّرت العديد منها، وحوّلت أخرى إلى مراكز للتحقيق والاعتقال، في انتهاك واضح لقوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) واللجنة الأولمبية الدولية.

ووثقت مشاهد عديدة استخدام جيش الاحتلال للأندية الرياضية كمقرات لتجمع قواته وانطلاق عملياته العسكرية. فقد بثت قناة "الجزيرة" صورًا تُظهر تواجد الجنود في مقر وملعب نادي المشتل الرياضي جنوب مدينة غزة، وتحويله إلى ثكنة عسكرية، إضافة إلى نادي خدمات جباليا شمال القطاع، ونادي شباب خانيونس.

شهادات حية

المواطن مسعود أبو سعيد كان شاهدًا على استخدام قوات الاحتلال لأحد الأندية الرياضية كمركز اعتقال وتحقيق. ويروي لصحيفة "فلسطين" ما جرى معه خلال اجتياح محافظة خانيونس العام الماضي، قائلاً إنه اعتُقل أثناء نزوحه من منزله، واقتيد إلى مقر نادي خدمات خانيونس، حيث وُضع مع 49 شخصًا داخل قاعة صغيرة تابعة للنادي.

يقول أبو سعيد: "أمرنا الجنود بخلع ملابسنا عدا السروال الداخلي، وأجلسونا على الأرض المغطاة بالزجاج المتناثر جرّاء الدمار الهائل، ثم كتبوا أرقامًا على أيدينا وصدورنا ورؤوسنا، وقيّدونا وغطّوا أعيننا، قبل أن يختاروا أكثر من 30 معتقلاً لاستخدامهم دروعًا بشرية".

وأضاف: "أوقفونا لساعات طويلة، في تعذيب نفسي متواصل، إذ أبلغونا بأنه سيتم الإفراج عنا، ثم عادوا واختاروا نحو 12 معتقلاً للتحقيق معهم".

توثيق ومحاسبة

من جهته، قال عبد السلام هنية، الأمين العام المساعد للمجلس الأعلى للشباب والرياضة، إن هذه الحرب كشفت الوجه الحقيقي للاحتلال، وعدم اكتراثه بالقوانين والمواثيق الدولية التي تحترم الإنسان وكرامته.

وأكد هنية أن الاحتلال دمّر أكثر من 70% من الأندية والمنشآت الرياضية في غزة، وحوّل بعضها إلى مراكز تحقيق وتعذيب، مضيفًا أن المجلس الأعلى والمؤسسات الرياضية الفلسطينية قدمت ملفات موثقة بالانتهاكات إلى "الفيفا"، التي بدورها شكّلت لجنة للتحقيق.

وأوضح أنهم يدركون أن نتائج اللجنة ستأخذ وقتًا، لكنهم يعملون بالتوازي مع اتحاد كرة القدم واللجنة الأولمبية الفلسطينية لرفع الوثائق والمذكرات إلى اللجان والمحاكم الدولية المختصة.

وأشار هنية إلى أن الاحتلال يحاول تشويه صورة الأندية، وتحويلها من أماكن للترفيه والتطوير إلى مواقع مرعبة ينفر الناس منها، لكن الشعب الفلسطيني لن تنطلي عليه هذه الممارسات وسيظل متمسكًا بأرضه ومؤسساته.



مخالفات قانونية جسيمة

بدوره، قال المحامي طارق الزر، عضو لجنة النزاهة وحماية اللاعبين، إن الاحتلال خالف الميثاق الأولمبي الدولي ولوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، باستخدامه الأندية الرياضية كمراكز اعتقال وتحقيق، وهو ما يعدّ انتهاكًا واضحًا لحقوق الإنسان وللقانون الدولي الإنساني.

وأوضح الزر، لـ"فلسطين"، أن المادة (5) من المدونة الأخلاقية والسلوكية للفيفا تحظر على الدول الأعضاء – ممثلة باتحاداتها – ارتكاب أي انتهاكات تمس حقوق الإنسان، مما يستوجب مساءلة الاحتلال وتعليق عضويته في المؤسسات الرياضية الدولية حتى يلتزم باحترام القانون.

وأكد الزر أن استمرار هذه الانتهاكات يحتم على "الفيفا" اتخاذ خطوات عاجلة، عبر محاسبة الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم وتعليق عضويته، خاصة في ظل توفر أدلة دامغة من صور ومقاطع فيديو توثق هذه الجرائم.

المصدر / فلسطين أون لاين