أخبار اليوم - تالا الفقيه - أكد النائب الأردني السابق محمد أبو هديب أن الأردن يتطلع إلى سوريا الجديدة بعين الشقيق، ويسعى لأن يكون شريكًا أساسيًا في إعادة بناء الدولة السورية، بما يعكس عمق العلاقة الاستراتيجية والتاريخية بين البلدين.

وأوضح أبو هديب أن سوريا تمثل العمق الاستراتيجي للأردن، وتشكل بوابته نحو أوروبا، كما أن الأردن هو منفذ سوريا إلى الخليج العربي، ما يعزز أهمية ترسيخ علاقات قوية واستشارية بين الجانبين.

وأشار إلى أن الأردن كان من أوائل الدول التي بادرت بالانفتاح على الدولة السورية الجديدة، حيث زار الرئيس السوري عمّان والتقى بجلالة الملك عبدالله الثاني وولي العهد، في خطوة تعكس الرغبة المتبادلة في بناء علاقات متينة على أسس من الأخوّة والمصالح المشتركة.

ونوّه أبو هديب بأن العلاقات الأردنية السورية ترتكز على روابط جغرافية وعشائرية ومصاهرة عميقة، فضلًا عن أن الأردن احتضن ملايين اللاجئين السوريين خلال الأزمة، وهو اليوم يتطلع إلى تعزيز التعاون في مرحلة ما بعد العقوبات.

وأكد أن رفع العقوبات عن سوريا يفتح آفاقًا واسعة أمام الشراكة الاستراتيجية، لاسيما في مجالات الاقتصاد والاستثمار وإعادة الإعمار، مشيرًا إلى أن الأردن لم يتوقف عن المطالبة برفع العقوبات، وكان حريصًا على تعزيز العلاقات عبر زيارات متكررة لمسؤولين سياسيين وأمنيين.

وأوضح أن التعاون الأمني حاضر بقوة، حيث زار رئيس هيئة الأركان المشتركة الأردنية سوريا على رأس وفد عسكري كبير، وعبّر عن استعداد الأردن لتقديم الدعم في مجال تدريب القوات وإعادة هيكلة الجيش السوري.

من جهة أخرى، قال أبو هديب إن تصريحات وزير الخارجية الأردني اليوم تؤكد أن الجنوب السوري يمثل عمقًا أمنيًا للأردن، مشيرًا إلى دعوة الأردن لوقف الانتهاكات في الجنوب لما تمثله من تهديد مشترك للأمن القومي السوري والأردني.

وأكد أبو هديب أن الأردن يمضي بثبات نحو بناء علاقة استراتيجية طويلة الأمد مع سوريا، قائمة على التعاون في مختلف المجالات، مثل النقل، المياه، الصحة، الطاقة، وبناء المؤسسات، مشيرًا إلى أن الربط الكهربائي الأردني السوري يعد مثالًا حيًا على هذا التعاون.

وبين أن تشكيل المجلس التنسيقي المشترك بين البلدين اليوم هو دليل قاطع على جدية الطرفين في تطوير علاقات سياسية واقتصادية تعكس عمق العلاقة بين القيادتين والشعبين، بما يخدم مصالحهما المشتركة.