"الأغذية العالمي" يعلّق عمله مؤقتًا وسط تفشي المجاعة بين الغزيين

mainThumb
"الأغذية العالمي" يعلّق عمله مؤقتًا وسط تفشي المجاعة بين الغزيين

31-05-2025 09:55 AM

printIcon

أخبار اليوم - أوقف برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة (WFP) عقود 77 سائق شاحنة تجارية عن العمل "مؤقتًا"، إلى حين التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، ووجود آلية تضمن عمل المؤسسات الأممية والإنسانية بشكل آمن داخل قطاع غزة، الذي يشهد حرب إبادة إسرائيلية جماعية منذ 19 شهرًا، وتنتشر فيه المجاعة بين سكانه البالغ عددهم أكثر من 2.3 مليون إنسان.

وأفاد سائقو شاحنات، في أحاديث منفصلة لـ "فلسطين أون لاين"، بأن إدارة "الأغذية العالمي" أوقفت عقودهم بعد تفشي الفوضى وحالات السرقة والسطو على المخازن والإمدادات الغذائية داخل القطاع.

وأدى القصف الإسرائيلي المتكرر لعناصر الشرطة ودورياتها إلى انتشار عصابات اللصوص و"قطاع الطرق"، وتكرار حوادث السطو على شاحنات المساعدات التي كانت تدخل مؤخرًا لصالح برنامج الأغذية فقط، دون غيره من مؤسسات الأمم المتحدة.

ولوحظت خلال الأيام الماضية حالات فوضى وسرقة لمخازن الغذاء التابعة للبرنامج، ونهب محتوياتها من الدقيق والمكملات الغذائية، بالإضافة إلى سرقة وتخريب الشاحنات والمولدات الكهربائية الضرورية لتشغيل البرنامج ومستودعاته.

وقال السائقون إن عصابات اللصوص أقدمت على تكسير الشاحنات وسرقة الإطارات والمحركات والبطاريات والسولار وأشياء أخرى، ما "عطّل عمل" المؤسسة وآلياتها الإغاثية.

وأضافوا أن معظم الشاحنات حديثة الطراز، وكان البرنامج قد أدخلها إلى قطاع غزة خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار (19 يناير – 2 مارس)، قبل أن تتنصل حكومة الاحتلال منه وتستأنف حرب الإبادة على القطاع.

وفي يوم 2 مارس، أصدر رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، قرارًا بإغلاق جميع معابر ومنافذ غزة، ما أدى إلى انهيار غير مسبوق في كافة القطاعات، وعمّق من حجم الكارثة الإنسانية داخل القطاع.

وبعد ضغوطات دولية، سمحت سلطات الاحتلال قبل أيام بدخول كميات محدودة من المساعدات الغذائية لبرنامج الأغذية فقط، بعد نحو 80 يومًا من الحصار والإغلاق العسكري.

ورغم ذلك، لم يشعر الغزيون بأي تغيير ملموس بعد دخول تلك المساعدات المحدودة، بل ازدادت معدلات الجوع بشكل كبير، وسط استمرار إغلاق المطابخ الخيرية "التكيات"، وتوقف عمل المخابز، وارتفاع أسعار المواد الغذائية القليلة المتبقية في الأسواق المحلية.

واعتبرت المنظمات الإنسانية والأمم المتحدة هذه الخطوة الإسرائيلية "غير كافية"، ووصفوها بأنها "قطرة في بحر" مقارنة بحجم الكارثة، مطالبين بإدخال نحو 1000 شاحنة مساعدات يوميًّا لتوفير الاحتياجات الأساسية من غذاء ودواء وغيرهما.

ووصف برنامج الأغذية العالمي عمله في غزة بأنه "سباق مع الزمن لوقف مجاعة شاملة".

كما أصدرت منظمات الأمم المتحدة موقفًا موحدًا عبّرت فيه عن رفضها للآلية التي يعتمدها جيش الاحتلال لإدخال المساعدات، نظرًا لأنها تُعرّض طواقمها وسائقي الشاحنات للخطر، وطالبت بفتح شامل لجميع المعابر، وضمان دخول كميات كبيرة من المساعدات يوميًّا.

وترفض تلك المنظمات المخطط الإسرائيلي لتوزيع المساعدات عبر "مؤسسة غزة"، التي أُنشئت مؤخرًا بدعم أمريكي-إسرائيلي، لتكون بديلًا عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".

في المقابل، قالت "أونروا" إن مستودعها في العاصمة الأردنية عمّان يحتوي على مساعدات تكفي لأكثر من 200 ألف شخص لمدة شهر، تشمل دقيقًا وطرودًا غذائية ومستلزمات نظافة وبطانيات وأدوية، وهي جاهزة للإرسال الفوري.

وذكرت أن "المستودع لا يبعد سوى ثلاث ساعات بالسيارة عن غزة"، في إشارة إلى أن الحصار الإسرائيلي الخانق هو ما يعرقل وصول هذه الإمدادات إلى مستحقيها.

وشددت "أونروا" على أن الاحتياجات الإنسانية في غزة هائلة وتتطلب تدخلًا عاجلًا، داعية إلى فتح المعابر وضمان تدفق المساعدات بشكل منتظم ومستمر لإنقاذ الأرواح.

المصدر / فلسطين أون لاين