العالم يتفرّج والاحتلال يقتل أطفال غزة بالجوع والنار

mainThumb
العالم يتفرّج والاحتلال يقتل أطفال غزة بالجوع والنار

02-06-2025 09:34 AM

printIcon

أخبار اليوم - على امتداد أكثر من 19 شهراً من حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، جعل جيش الاحتلال الإسرائيلي الأطفال الفلسطينيين في القطاع هدفاً استراتيجياً له، غير آبه بكل القرارات والقوانين الدولية التي تنص على حماية المدنيين، بمن فيهم الأطفال، لكونهم من أكثر الفئات هشاشة في المجتمع.

وأسفر العدوان الإسرائيلي، الذي اندلع في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، عن استشهاد وإصابة أكثر من 50 ألف طفل، وفق إحصائيات فلسطينية رسمية ومنظمة "اليونيسف" الدولية، ما يثبت أن الاحتلال يتخذ من الأطفال هدفاً مباشراً وساحة لتفريغ آلة حربه. وقد أظهرت المقاطع المصوّرة حجم البشاعة والإجرام الذي ارتكبه الاحتلال بحق الأطفال الذين تمزقت أجسادهم البريئة نتيجة قصفهم مع عائلاتهم بصواريخ ثقيلة.

ولم تتوقف قوات الاحتلال عن ارتكاب المجازر بحق العائلات الفلسطينية، ولا سيما الأطفال، وغالبيتهم لا تتجاوز أعمارهم الست سنوات، في انتهاك واضح وصريح لكل القيم الإنسانية والحقوقية المنصوص عليها في القوانين الدولية.

وتضج مواقع التواصل الاجتماعي بمقاطع فيديو وصور لأطفال تعرضوا للقصف، جرى انتشالهم من تحت ركام منازلهم التي قُصفت على رؤوسهم، وآخرين اختفت ملامح طفولتهم البريئة وهم في ثلاجات الموتى، عدا عن آلاف الجرحى من الأطفال.

قتل متعمّد

يؤكد مسؤول مؤسسة الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال في فلسطين، عايد أبو قطيش، أن جيش الاحتلال لم يتوقف عن استهداف المدنيين في قطاع غزة طيلة فترة حرب الإبادة الجماعية، بمن فيهم الأطفال الذين يشكّلون نصف المجتمع في القطاع.

وقال أبو قطيش لـ "فلسطين أون لاين"، إن الاحتلال يستهدف الأماكن والمنشآت المدنية التي من المفترض أن تكون آمنة، وتضم المدنيين، بمن فيهم الأطفال.

وأضاف: "نصف سكان قطاع غزة من الأطفال، واستهداف الأماكن السكنية والمدارس والملاجئ المدنية يؤدي بالضرورة إلى قتل الأطفال والمدنيين"، مشيرًا إلى أن "الاحتلال لا يحترم أي معيار دولي، بل يتعامل بعدوانية ممنهجة تهدف إلى الإبادة الجماعية، بما في ذلك استخدام الحصار والتجويع كأداة قتل".

وأشار إلى أن أكثر من 17 ألف طفل فلسطيني قضوا منذ بدء العدوان، في حين تحدثت تقارير أممية عن مقتل وإصابة أكثر من 50 ألف طفل منذ بداية الحرب، وهو رقم وصفه بأنه "كارثي ويعكس حجم الجريمة المرتكبة بحق المدنيين"، معتبراً أن "كل ما يجري يتناقض مع المعايير الدولية التي تم صياغتها خلال 80 عاماً لحماية الأطفال في النزاعات المسلحة".

وأوضح أبو قطيش أن "جريمة قتل الأطفال بالتجويع، من خلال منع الإمدادات وإغلاق المعابر، هي جريمة حرب مكتملة الأركان تُمارس على مرأى ومسمع العالم"، مشيراً إلى أن الاحتلال يستهدف كل شرايين الحياة في القطاع، بما في ذلك المستشفيات ومراكز الغذاء، ويبتز السكان.

وأفادت "اليونيسف" بأن أكثر من مليون طفل في غزة محاصرون منذ أكثر من 90 يوماً، دون غذاء كافٍ أو ماء صالح للشرب، مشيرة إلى أن الأغذية التكميلية للأطفال نفدت، ولم يتبقّ من الحليب الصناعي الجاهز سوى ما يكفي لأربعمئة طفل، بينما يوجد أكثر من عشرة آلاف رضيع بحاجة ماسّة له.

وذكرت المنظمة الدولية أن 21 منشأة لعلاج سوء التغذية خرجت عن الخدمة، وكانت تقدّم العلاج لنحو 350 طفلاً تُركوا الآن لمصيرهم، محذرة من انهيار الأوضاع في قطاع غزة بشكل كامل.

 فلسطين أون لاين