أخبار اليوم - أكد عدد من الناجين من مجزرة توزيع المساعدات الأمريكية المثيرة للجدل في الجهة الغربية من مدينة رفح جنوب قطاع غزة، أن مسلحين تابعين لما يعرف بميليشيا ياسر أبو شباب قاموا بفتح نيران أسلحتهم الرشاشة على مئات المواطنين المدنيين العزل، وذلك بعد أن أجبروا الحشود المحتشدة على الاصطفاف في طابور طويل أمام أحد مراكز توزيع المساعدات في منطقة الشاكوش.
ووفقًا لشهادات عدد من الناجين أدلوا بها لـ "فلسطين أون لاين"، فإن عناصر هذه الميليشيا ارتكبوا المجزرة بشكل متعمد ومباشر، حيث قاموا بإطلاق النار على المواطنين مستهدفين الأجزاء العلوية من أجسادهم مثل الرأس والصدر، ما يؤكد نيتهم إحداث أكبر عدد ممكن من القتلى.
وأشار الناجون إلى أن ميليشيا أبو شباب تنتشر حول مواقع توزيع المساعدات، خاصة في المناطق التي ينتشر فيها جيش الاحتلال الإسرائيلي ودباباته، وتتم مشاهدتهم وهم يتواصلون مع الجنود الإسرائيليين علنًا دون أي مواربة، مما يعزز الشكوك حول تعاونهم المباشر مع الاحتلال.
وبحسب بيان صادر عن وزارة الصحة الفلسطينية، فإن حصيلة الشهداء الذين وصلوا إلى المستشفيات خلال الثماني والأربعين ساعة الماضية نتيجة هذه المجازر بلغت 10 شهداء، بالإضافة إلى أكثر من 110 إصابة. أما إجمالي عدد الضحايا منذ بدء تشغيل مراكز المساعدات في 27 مايو 2025، فقد بلغ 125 شهيدًا و736 مصابًا، إلى جانب 9 مفقودين، في مشهد مأساوي يتكرر تحت غطاء العمل الإنساني الزائف.
محمد أبو طه، أحد الشهود والناجين من المذبحة، أفاد بأن آلاف الشباب كانوا قد تجمعوا في ساعات الصباح الباكر أمام مركز المساعدات الأمريكي الواقع في منطقة الشاكوش، قبل أن يظهر أحد المسلحين التابعين لميليشيا أبو شباب وهو يحمل بندقية كلاشينكوف وكمية من الذخيرة، ويأمر الجميع بالجلوس في طابور طويل على الأرض.
وقال أبو طه في حديثه لـ "فلسطين أون لاين": "بعد مرور نحو ربع ساعة من جلوسنا، تقدم المسلح إلى مقدمة الطابور وبدأ بإطلاق النار مباشرة على المواطنين، مستهدفًا منطقة الرأس وأعلى الصدر دون رحمة أو تردد".
وأضاف: "كنا نظن أننا قد نتعرض لإطلاق نار من قبل قوات الاحتلال، لكن المفاجأة الصادمة كانت أن القتل جاء من أبناء جلدتنا، من ميليشيا أبو شباب التي كانت تقف على مرأى ومسمع من قوات الاحتلال في الجهة الغربية من رفح".
وأوضح أن عملية إجلاء الجرحى والشهداء استغرقت وقتًا طويلًا بسبب بعد المسافة عن سيارات الإسعاف وغياب المركبات المدنية، ما اضطر الشباب إلى حمل المصابين والضحايا بأيديهم لمسافات طويلة لإيصالهم إلى أقرب نقطة يمكن فيها تأمين النقل.
من جهته، ذكر الشاهد أحمد مقداد أن عددًا من المسلحين التابعين للميليشيا، وهم يرتدون ملابس مدنية ويحملون بنادق من نوع كلاشينكوف، أطلقوا النار بشكل عشوائي على آلاف الشباب الذين كانوا يصطفون في انتظار المساعدات.
وقال مقداد: "رأيت بأم عيني المسلحين يفتحون النار على طابور طويل من المواطنين في منطقة الشاكوش، في مشهد أقرب ما يكون إلى عملية إعدام جماعي نفذها هؤلاء المسلحون بدم بارد".
وأوضح أن المسلحين انسحبوا بعد تنفيذ المجزرة إلى المنطقة التي يتواجد فيها جيش الاحتلال ومعداته العسكرية، حيث ركبوا مركبات دفع رباعي وتوجهوا نحو الجهة الشرقية، ما يعزز اتهامات التعاون المكشوف مع الاحتلال.
وأوضح أن أن تصرفات هذه الميليشيا تمثل خيانة واضحة لقضية الشعب الفلسطيني، وأن تعاونها مع الاحتلال في تنفيذ مجازر بحق المدنيين العزّل يمثل وصمة عار في جبين كل من يشارك في هذه الجرائم.
المصدر / فلسطين أون لاين