غزة : مبادرات صامدة وسط انعدام أبسط مقومات الحياة والحصار القاسي

mainThumb
غزة : مبادرات صامدة وسط انعدام أبسط مقومات الحياة والحصار القاسي

12-06-2025 12:03 PM

printIcon

أخبار اليوم - في الوقت الذي يشهد فيه قطاع غزة واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في تاريخه، برزت مبادرات فردية وجماعية تسعى لكسر دائرة الجوع والحصار المفروض على أكثر من مليوني إنسان، في ظل حرب الإبادة والتجويع التي يواصل الاحتلال الإسرائيلي ممارستها بحق سكان القطاع.

وفي هذا السياق، نشأت مبادرات إنسانية محلية لمساندة الناس في مواجهة المجاعة، من بينها مبادرة "لقمة صمود" التي أطلقها الناشط في مجال الإغاثة نسيم الزيناتي. المبادرة جاءت استجابة لحاجة ملحة لاحظها القائمون عليها في المناطق المنكوبة والمكتظة بالنازحين، حيث العائلات بلا طعام، ولا أدوات طهي، ولا مصادر وقود.

المبادرة تعتمد على تجهيز وجبات طعام بسيطة - في مقدمتها الأرز بالخضار - وتوزيعها على العائلات في الخيام، وفي البيوت المدمرة، وفي المخيمات العشوائية.

أوضح الزيناتي أن المبادرة بدأت بفكرة بسيطة، لكنها سرعان ما لاقت قبولًا واسعًا من محسنين من الأمة العربية والإسلامية، ومن جاليات إسلامية غير ناطقة بالعربية، بل ومن أفراد وقبائل وعشائر ومؤثرين، حيث شعر الجميع بالمسؤولية في دعم أهالي غزة في ظل الجوع والحصار، وخصوصًا في الأيام المباركة من ذي الحجة.

وأكد الزيني لـ "فلسطين أون لاين": أن شعارهم الدائم كان: "القليل على القليل كثير"، لأن كل لقمة طعام تقدم في غزة اليوم ليست فقط غذاءً للجسد، بل رسالة كرامة وصمود.

وقال: "تستهدف مبادرات الإطعام مناطق مختلفة من شمال قطاع غزة، خاصة المناطق الأكثر تضررًا في ظل حجم النزوح المستمر والمتكرر نتيجة أوامر الإخلاء، من أبرز المناطق التي تعمل فيها المبادرة: مخيمات النزوح في منطقة حلاوة التي تُعد الأكبر في احتضان النازحين من بيت لاهيا، بيت حانون، جباليا المعسكر، وجباليا البلد".

وأضاف:" كما تشمل منطقة السرايا غرب غزة، المكتظة بالنازحين من الشجاعية والزيتون والتفاح، إضافة إلى منطقة اليرموك، ومخيمات أبو حصيرة العشوائية قرب البحر والتي تؤوي نازحين من مناطق الشعف والتفاح والشجاعية".

وذكر الزيناتي أن المبادرة تسعى لإطعام أكثر من خمسة آلاف مستفيد، لكن هذا الطموح مرهون باستمرار توفر المواد الخام، وهي معضلة كبرى في ظل الحصار، لافتاً إلى أن معظم التكيّات التي كانت توزع الطعام الجاهز أغلقت أبوابها نتيجة شح المكونات الأساسية، وانحسار الدعم الإنساني، واقتصار التوزيع على المخيمات الكبرى.

ونبه إلى أن العمل في مجال الإغاثة اليوم بات أشبه بالمستحيل، بسبب صعوبة التنقل بسبب الدمار، الاستهدافات المتكررة للعاملين في المجال الإنساني، ارتفاع أسعار المواد، وقلة التمويل، جميعها تعيق عمل المبادرات، مستدركاً:" ولكن الأصعب هو أن حجم الحاجة يفوق بكثير قدرة التنفيذ".

ويشدد على أن مشاهد الجوع التي يشاهدها يومياً بسبب عمليات نزوح المواطنين من بيوتهم وحرمانهم من أبسط مقومات الحياة ألا وهو الطعام والماء مشاهد قاسية ومؤلمة للغاية تهين كرامة الانسان"

وفي ختام حديثه، قال الزيناتي: "نحن لا نقدم طعامًا فقط، نحن نحاول الحفاظ على كرامة الناس، في وقت يوزع فيه العالم الأضاحي، هناك من يموت من أجل وجبة عدس، لذلك نقول لكل من يستطيع: لتكن أضحيتكم طعامًا لجائع في غزة، غزة ليست وحدها، ولن تكون وحدها".

في ظل هذا الواقع المأساوي، دعت منظمات دولية وحقوقية إلى ضرورة رفع الحصار عن غزة والسماح الفوري بدخول المساعدات الإنسانية والوقود وغاز الطهي، مؤكدة أن استمرار حرمان السكان من أبسط حقوقهم الحياتية هو جريمة حرب مكتملة الأركان.

وذكرت تقارير صادرة عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) ومنظمة هيومن رايتس ووتش، أن الاحتلال يتعمد منع إدخال مواد أساسية مثل الغاز والغذاء والمياه، ما يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية.