الطفل الهمص يصارع الألم بصمت بانتظار السفر للعلاج بالخارج

mainThumb
الطفل الهمص يصارع الألم بصمت بانتظار السفر للعلاج بالخارج

12-06-2025 01:58 PM

printIcon

أخبار اليوم - من طفل يضج بالحيوية والنشاط ويملأ بيته وبيت جده بالفرح فهو المدلل القريب من القلب الى جسد خائر القوى يصارع الألم الذي يفوق الاحتمال في أروقة المشفى، محروم حتى من التنفس الطبيعي واستنشاق الهواء كأي انسان عادي.

كانت نقطة التحول في حياة الطفل عمرو الهمص (ثلاثة أعوام) النازح من مدينة رفح إلى مدينة خانيونس في الرابع والعشرين من ابريل من العام الحالي عندما كان في زيارة مع أسرته إلى اهل أمه في شمال قطاع غزة.

وتم استهداف الخيمة التي يقيم فيها أجداده بصاروخين من طائرة حربية إسرائيلية ما أدى إلى استشهاد والدته وجنينها وشقيقه زين (عاما واحدا) وإصابة والده بجراح خطيرة فيما اعتقد الأطباء بأن عمرو قد فارق الحياة ولكن نبضا ضعيفا من قلبه الصغير أخبرهم بأنه ما زال على قيد الحياة.

ولكن عمرو كان في وضع صحي صعب للغاية فقد كان يعاني من نزيف شديد في بطنه حيث أن امعاءه خرجت من مكانها فأدخل غرفة العمليات وتم إيقاف النزيف واغلاق البطن ولكن لم تنتهي المعاناة عن هذا الحد فبعد خروجه من العناية المركزة لم يتمكن الهمص من التنفس بشكل طبيعي.

وبعد إجراء صورة مقطعية للدماغ تبين أنه يوجد شظية في الدماغ وعدة شظايا حول الجمجمة هي السبب في حدوث سخونة والتهابات وتشنجات لديه، وأخبر الأطباء عمته نور التي تتابع وضعه الصحي بعد استشهاد والدته بأنهم لا يمكنهم التعامل مع حالته في غزة.

تقول نور لـ "فلسطين أون لاين": "حصلنا على تحويلة للعلاج بالخارج ولكن حتى الآن لم يتم سفر عمرو، وتستمر معاناته ومعاناتها فهو يعاني من كسر في إحدى قدميه وتم زرع بلاتين في قدمه الآخرى وتقرحات في جسده إثر فترة مكوثه في العناية المركزة".

وتشرف نور على حالة ابن شقيقها بحكم عملها كحكيمة في مجمع ناصر الطبي، تقول: "في الصباح تكون امي مرافقة له فيما اقضي أنا الليل بجانبه بعد انتهاء دوامي".

وقد تم نقل عمرو من المستشفى الاندونيسي في شمال قطاع غزة بعد إعادة اجتياح الاحتلال الإسرائيلي للشمال إلى مستشفى ناصر في خانيونس، تقول نور: "قام الأطباء في الاندونيسي بتركيب جهاز تنفس صناعي في حنجرة عمرو لعدم قدرته على التنفس بسبب تضرر القصبة الهوائية".

وتضيف: "وهو عاجز بسبب هذا الجهاز عن الكلام وتناول الطعام بشكل طبيعي، حيث اضخ له الطعام من خلال خرطوم موجود في أنفه حيث يتناول من خلاله الحليب والسيريلاك والطعام المهروس الذي ينزل مباشرة إلى معدته".

وتشكل الأوضاع المادية الصعبة التي يعاني منها قطاع غزة وعجز والد عمرو عن العمل بسبب الإصابة والحالة النفسية الصعبة التي يعيشها بسبب فقدان أسرته حائلا أمام توفير متطلبات عمرو التي تفرضها إصابته، تقول نور: " فهو بحاجة إلى حفاضات وسيريلاك وحليب اطفال وطعام توفره لنا المستشفى احيانا ونضطر في أحيان كثيرة لتوفيره على نفقتنا الشخصية".

وتناشد نور المؤسسات الدولية للإسراع في تسفير عمرو لكي يتلقى العلاج المناسب ويستعيد حيويته كونه الناجي الوحيد من أسرة شقيقها محمد التي كانت الأقرب لقلب العائلة حيث أنهم كانوا يتنقلون سويا في أماكن النزوح طوال فترة الحرب الإسرائيلية على غزة.

 فلسطين أون لاين