عمّان – أخبار اليوم - صفوت الحنيني
كشف المحلل السياسي منذر الحوارات في حديث خاص لـ«أخبار اليوم» أن المؤشرات الحالية لا تدل على وجود محادثات رسمية بين سوريا وإسرائيل تمهيدًا لأي عملية تطبيع سياسي شامل، موضحًا أن ما يجري حاليًا هو محادثات أمنية بحتة تهدف إلى تثبيت وقف إطلاق النار والعودة إلى اتفاقية فض الاشتباك لعام 1974.
وأوضح الحوارات أن هذه اللقاءات التي عقدت خلال الأسابيع الماضية، جرت أحيانًا بشكل شبه مباشر أو مباشر على الحدود، وأن جدول الأعمال تركز على وقف الهجمات الإسرائيلية والتعديات في مناطق القنيطرة والسويداء، لافتًا إلى أن الجانب السوري نفى وجود أي مفاوضات سياسية أو جلسات تهدف إلى تطبيع العلاقات، وأكد أن هذه اللقاءات تندرج في إطار ضمان الأمن فقط.
وبيّن أن الولايات المتحدة هي الراعي الرئيسي لهذه المحادثات، وسط تدخلات من بعض الدول العربية، وخاصة الإمارات، لمحاولة فك رموز المشهد الحالي والوصول إلى تفاهمات أمنية قد تمهّد لاحقًا لأي ترتيبات سياسية مستقبلية إذا ما توافرت الثقة بين الأطراف.
وأضاف أن الواقع الحالي يعطي انطباعًا بأن هذه المحادثات تقتصر على خفض التوتر في المناطق الحدودية وتجنب التصعيد، دون التطرق إلى أي شكل من أشكال العلاقات الدبلوماسية الرسمية.
وأكد الحوارات أن أي تحول سياسي في هذا المسار قد يظهر مستقبلًا إذا نجحت الخطوات الأمنية وأُسس عليها بناء متدرج للثقة، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تبدي تفاؤلًا كبيرًا بإمكانية إنجاح هذه الجهود رغم تعقيد الظروف الإقليمية.
وختم حديثه بالتأكيد على أن دمشق تجد صعوبة في مواجهة إسرائيل عسكريًا، ما يدفعها إلى الخيار الأمني الأقرب الذي يرضي الأطراف الدولية ويحقق لها مكاسب مرحلية، بانتظار ما ستسفر عنه هذه الجهود في الفترة المقبلة.