د. محمد أبو عمارة لـ"أخبار اليوم": كيف تختار المدرسة الأنسب لأبنائك؟

mainThumb
د. محمد أبو عمارة

16-07-2025 07:21 PM

printIcon

أخبار اليوم - رباب دوله - مع اقتراب العام الدراسي الجديد، تتزايد تساؤلات أولياء الأمور حول المدرسة الأنسب لتسجيل أبنائهم، خاصة لأولئك الذين يخوضون تجربة التعليم لأول مرة. وفي هذا السياق، تحدث الخبير التربوي الدكتور محمد أبو عمارة لـ"أخبار اليوم"، مقدّمًا مجموعة من النصائح العملية التي تساعد الأُسر على اتخاذ قرار واعٍ ومتّزن عند اختيار المدرسة.

يقول د. أبو عمارة إن تسجيل الأبناء في مدرسة خاصة لم يعد قرارًا بسيطًا كما كان في السابق، بل أصبح محكومًا بجملة من المعايير والعوامل التي ينبغي أن تُدرس بدقة، سواء من الناحية المادية أو الثقافية أو التربوية.

الوضع المالي للأسرة أساس القرار

ينصح الدكتور الأهالي بالانطلاق من الإمكانيات المالية الحقيقية للعائلة، ويضيف:
"إذا كان دخل الأسرة محدودًا، فلا داعي لأن يتجه ولي الأمر نحو مدارس ذات أقساط مرتفعة تصل إلى سبعة أو ثمانية آلاف دينار، لأنه سيتعثر لاحقًا. الأفضل اختيار مدرسة أقساطها بحدود المعقول، أي ما تستطيع اقتطاعه شهريًا من دخل الأسرة دون أن يؤثر ذلك على معيشة البيت."

رؤية مستقبلية لجميع الأبناء

يشدد أبو عمارة على أهمية التفكير بعيدًا عن الحماس اللحظي، خصوصًا عند تسجيل الطفل الأول. ويقول:
"السؤال المهم هو: هل سأستطيع تسجيل بقية أبنائي في نفس المدرسة مستقبلًا؟ كثير من الأهالي يتحمّسون للطفل الأول، ثم يصعب عليهم لاحقًا الاستمرار بنفس المستوى عند زيادة عدد الأبناء. لذلك لا بد من نظرة واقعية تأخذ بالحسبان المستقبل العائلي بالكامل."

قرب المدرسة من مكان السكن ضرورة

ويتابع قائلاً:
"أنصح دائمًا باختيار مدرسة قريبة من البيت، لأن بعد المسافة يخلق تحديات يومية تتعلق بالمواصلات، والوقت، والالتزام. حتى لو حصلت على منحة أو خصم من مدرسة بعيدة، ستكتشف لاحقًا أن الكُلفة التشغيلية اليومية مرهقة وقد لا تناسب جدول دوامك كأب أو أم عاملة."

التوجه التربوي والثقافي للمدرسة

يرى أبو عمارة أن على الأسرة أن تبحث عن مدرسة تتوافق مع توجّهاتها الثقافية والدينية، مضيفًا:
"إذا كنت من بيئة محافظة، لا تسجّل ابنك في مدرسة مختلطة من الصف الأول وحتى الثاني عشر في منطقة غربية ومنفتحة تمامًا، لأن ذلك سيخلق تناقضًا تربويًا قد يصعب التعامل معه لاحقًا. انسجام الطفل مع البيئة المدرسية أمر بالغ الأهمية."

الخدمات والأنشطة التي تقدمها المدرسة

ويقول أيضًا:
"بعض الأهالي يهتمون بالخدمات الإضافية كتوفر المسبح أو المسرح أو الملاعب، فإذا كنت تهتم بهذه التفاصيل، فابحث عن مدرسة متكاملة ومجهزة. أما إذا لم تكن هذه الأنشطة أولوية، فركّز على جودة التعليم والتربية العامة."

دور الأسرة لا يغني عنه أحد

يشدد د. أبو عمارة على أن نجاح الطالب لا يتوقف على المدرسة فقط، ويضيف:
"لا توجد مدرسة تضمن نجاح الطفل دون متابعة الأهل. الأسرة هي الشريك الحقيقي للعملية التربوية، وعليها أن تبقى على تواصل دائم مع المدرسة، تقدم ملاحظاتها، وتتابع تقدم الطفل وتطوره."

مدرسة مستقرة أم انتقالية؟

ويختم أبو عمارة حديثه بنقطة مهمة:
"قبل أن تسجّل ابنك، اسأل نفسك: هل المدرسة التي اخترتها تقدم التعليم حتى التوجيهي؟ هل يوجد فيها روضة ومدرسة بنفس المبنى؟ هل فصل الذكور عن الإناث متوفّر؟ وهل يناسبك تنقل الأبناء بين أكثر من موقع؟ احسب كل هذه التفاصيل قبل اتخاذ القرار النهائي."

وختم بالقول:
"اختيار المدرسة قرار محوري في حياة الطفل، ويستحق التروي والتفكير العميق. ومن يأخذ كل هذه الاعتبارات بعين الاعتبار، سيصل بإذن الله إلى القرار الصائب."