قائد “أولي البأس” يطلق نداء تعبئة ويزعم “نهاية الدولة السورية”

mainThumb
قائد “أولي البأس” يطلق نداء تعبئة ويزعم “نهاية الدولة السورية”

03-08-2025 10:04 AM

printIcon

سوريا - أخبار اليوم 

في أول ظهور علني له منذ تأسيس “جبهة المقاومة الإسلامية في سوريا- أولي البأس”، وجّه قائد الجبهة أبو جهاد رضا نداء تعبئة عاماً إلى من سماهم “المجاهدين والأحرار وضباط الجيش العربي السوري وعناصره”، داعياً إلى مواجهة ما وصفه بـ”قوى الاحتلال الممتدة من لواء إسكندرون إلى الجولان المحتل، ومن الشرق السوري إلى العاصمة التي تبكي مجدها”، بحسب ما جاء في تسجيل مصور .

وأكد رضا، الذي يُعرف أيضاً باسم رضا حسين (اسم حركي)، أن الهدف من المقاومة ليس السعي إلى سلطة أو التنازع على كيان، بل “القتال من أجل تحرير سوريا من الاحتلال واستعادة القرار الوطني”، كما شدد.

وبحسب ما نقلت صحيفة “النهار” اللبنانية عما وصفته بمصادر مطّلعة، فقد جرى تسجيل الخطاب في إحدى مناطق الجنوب السوري، رغم إصابة رضا بجروح في وجهه ويده اليمنى نتيجة غارة إسرائيلية، منتصف تموز/يوليو الماضي. واختير موعد نشر الخطاب ليتزامن مع الذكرى الـ80 لتأسيس الجيش السوري، في 1 آب/أغسطس.

في خطابه، اعتبر رضا أن “الدولة السورية، بكل ما كانت تدّعيه من سيادة ومؤسسات، قد انتهت”، واصفاً النظام الحاكم في سنواته الأخيرة بأنه “مجرد واجهة لاحتلالات متعددة”، على حد تعبيره. وأضاف أن “الحكومة الحالية في دمشق باتت أداة تُحرّكها أجهزة الأمن التركية والأمريكية والصهيونية، في إطار مصالح متناقضة تلتقي على هدف واحد: دفن الهوية السورية المقاومة”.

ورفض رضا الرواية السائدة حول الحرب في سوريا، مؤكداً أنها لم تكن “حرباً أهلية ولا فوضى داخلية”، بل “مخططاً صهيونياً مركزياً”، اجتمعت عليه مصالح تل أبيب وواشنطن وأنقرة وموسكو، بتمويل خليجي وتنسيق استخباراتي واسع.

وأضاف أن “المجازر التي طالت المدن والمناطق السورية لم تكن عشوائية، بل جرى تنفيذها وفق خطط ممنهجة، شملت مختلف المناطق من الجنوب إلى الشمال، ومن الساحل إلى السويداء، ومروراً بحمص ودمشق”. وأشار إلى أن تلك المجازر ارتكبتها “أدوات المشروع الصهيوني”، التي تشمل ما وصفه بـ “جنود الجولاني، وميليشيات طائفية، وفصائل عميلة تنكّرت بلباس الشعب السوري”.


وتابعت “النهار” نقلاً عن مصادر وصفتها بالقريبة من “أولي البأس” أن الجبهة لا تزال ترفض الانجرار إلى اقتتال داخلي، خصوصاً مع قوات السلطات الانتقالية، لكنها، في الوقت ذاته، تحتفظ بحق انتقاد هذه السلطات “سياسياً وأخلاقياً” نتيجة مواقفها من “الكيان الصهيوني”.


وتطرّق رضا في خطابه إلى “غرف سوداء تعمل من عدة مراكز في دمشق وريفها”، زاعماً وجود “سبعة عشر مقرّاً للاستخبارات الصهيونية في العاصمة وحدها، هدفها بثّ الفتنة والفرقة بين أبناء الوطن”.


ووصف قائد “أولي البأس” المقاومة بأنها “واجب المرحلة”، قائلاً: “لم يبقَ لنا خيارٌ سوى العودة إلى الجبهة التي لم تخن، ولم تُساوم، ولم تُوقّع، ولم تنقسم”.

وفي شرح لتسمية الجبهة، قال رضا إن “أولي البأس” هم “أكناف بيت المقدس، الأبدال المبشرون بزوال الكيان الغاصب، الذين يثبتون على الحق في زمن صار فيه الباطل هو القاعدة”.


وأنهى خطابه برسائل مزدوجة، إحداها موجهة إلى “جيش الاحتلال ومن يقفون خلفه من طغاة الشرق والغرب”، حيث قال إن “بنادقنا لن تصمت، وجبهتنا لن تُهزم، ورجالنا لا يهابون الموت، بل يصنعونه قنطرة نحو النصر”.


أما الرسالة الثانية، فوجهها إلى السوريين قائلاً: “اعلموا أن الغيث لا يولد من رحم الصفقات، بل من رحم النار والدم والصمود… وأن العدو، أيّاً يكن اسمه أو مذهبه أو لباسه، لا يُواجه إلا بجبهة موحدة تعرف عدوها وتعرف كيف تقاتله”. وختم بالتأكيد على التزام الجبهة بـ”عدم مسالمة من خان، ولا مجالسة من باع، ولا مسايرة من غدر”.