أخبار اليوم - تتحدث نشرة معهد العناية بصحة الأسرة (من معاهد مؤسسة الملك الحسين)، اليوم الإثنين، عن الحساسية (أو التحسس)، التي تُعدّ واحدة من أكثر الحالات الصحية شيوعًا حول العالم، وهي استجابة مفرطة من جهاز المناعة لمواد غير ضارة عادةً، مثل حبوب اللقاح أو بعض الأطعمة أو الأدوية.
وتوضح نشرة المعهد ماهية الحساسية، وأسبابها الشائعة، والأعراض المختلفة لردود الفعل التحسسي، وكيفية التعامل مع رد الفعل التحسسي، إضافة إلى طرق الوقاية التي تُقلّل من خطر الحساسية، ودور الرعاية الصحية الأولية في التعامل مع هذه الحالة، ومتى يجب أن نتوجه إلى الطورائ.
قد تتفاوت شدة ردود الفعل التحسسية من أعراض خفيفة إلى حالات طبية طارئة تهدد الحياة، مثل الحساسية المفرطة (Anaphylaxis) لذا من الضروري التوعية بمسببات الحساسية، وأعراضها، وأساليب الوقاية والتدخل السريع.
ما هي الحساسية؟
الحساسية هي رد فعل غير طبيعي من جهاز المناعة تجاه مادة يراها ضارة بالرغم من أنها ليست كذلك. هذه المادة تُسمى (Allergen)، وعند التعرض لها، يفرز الجسم مواد كيميائية مثل الهيستامين، والتي تسبب الأعراض التحسسية.
أسباب الحساسية الشائعة:
تشمل المواد المثيرة للحساسية الشائعة:
1. الطعام : مثل الفول السوداني، البيض، الحليب، القمح، السمك، الصويا.
2. الأدوية: كالبنسلين، مضادات الالتهاب غير الستيرويدية.
3. الحشرات: لسعات النحل أو الدبابير.
4. الهواء: غبار الطلع، الغبار المنزلي، وبر الحيوانات.
5. المواد الكيميائية: مثل العطور، مواد التنظيف.
أعراض ردود الفعل التحسسية:
تختلف الأعراض حسب شدة الحالة ونوع المادة المسببة. وهي تنقسم إلى ثلاث درجات:
1 - أعراض خفيفة:
- عطاس
- حكة في الأنف أو العينين
- طفح جلدي بسيط (شرى)
- احمرار الجلد
- سيلان الأنف
2 - أعراض متوسطة:
- تورم في الشفاه أو الوجه
- غثيان أو قيء
- تقلصات في البطن
- حكة شديدة أو انتشار الطفح
3 - أعراض شديدة (الحساسية المفرطة):
- صعوبة في التنفس أو الصفير
- تورم في الحلق أو اللسان
- انخفاض ضغط الدم
- تسارع نبضات القلب
- فقدان الوعي
هذه الحالة تتطلب تدخلًا طبيًا فوريًا، حيث إنها قد تؤدي إلى الوفاة في غضون دقائق.
كيفية التعامل مع رد الفعل التحسسي:
أولاً: التعرف المبكر على الأعراض
الخطوة الأولى هي ملاحظة أي تغييرات في الجسم بعد التعرض لمادة معينة. إذا كان الشخص يعلم أنه مصاب بحساسية معينة، فعليه تجنّب المسبب ومراقبة أي علامات.
ثانيًا: تقديم الإسعافات الأولية حسب شدة الأعراض
في الحالات الخفيفة إلى المتوسطة:
- إبعاد المصاب عن المادة المسببة فورًا.
- إعطاء مضادات الهيستامين (مثل لوراتادين أو ديفينهيدرامين).
- وضع كمادات باردة على الطفح الجلدي لتخفيف الحكة.
- تشجيع المصاب على الراحة وتوفير بيئة مريحة.
في حالة الحساسية المفرطة (Anaphylaxis):
- اتصل بالإسعاف فورًا.
- إذا كان يتوفر حقنة "إبينفرين" ، يجب حقنها فورًا في الفخذ.
- ساعد المصاب على الاستلقاء ورفع القدمين إذا كان يعاني من دوخة أو انخفاض في الضغط.
- لا تعطي المصاب أي شيء عن طريق الفم إذا كان فاقدًا للوعي.
- راقب التنفس والنبض حتى وصول المساعدة الطبية.
حقن الإبينفرين (Epinephrine Auto-Injector):
هي الخط الدفاعي الأول ضد الحساسية المفرطة. يجب على المرضى الذين لديهم تاريخ سابق مع هذه الحالة حمل الحقنة معهم دائمًا، وتعلّم استخدامها. كما يُفضل تعليم أفراد الأسرة أو الزملاء كيفية استخدامها في حال الطوارئ.
الوقاية من ردود الفعل التحسسية:
الوقاية دائمًا خير من العلاج، ويمكن تقليل خطر الحساسية عبر ما يلي:
1. التشخيص المبكر: استشارة طبيب مختص إذا ظهرت أعراض غير مبررة بعد تناول طعام أو دواء.
2. تجنّب المثيرات: قراءة مكونات الأطعمة بعناية، تجنّب الأدوية المعروفة بتسببها للحساسية.
3. استخدام سوار تنبيهي: يمكن للمصابين ارتداء سوار يحتوي على معلومات حول نوع الحساسية لديهم.
4. إبلاغ المحيطين بالحالة: خاصة في المدارس أو أماكن العمل، حتى يكونوا مستعدين في حالة الطوارئ.
5. الاحتفاظ بحقنة الإبينفرين: وتكون في متناول اليد في كل الأوقات.
دور الرعاية الصحية الأولية في التعامل مع الحساسية:
في مراكز الرعاية الصحية الأولية، يمكن التعامل مع بعض الحالات الخفيفة والمتوسطة من الحساسية، وتقديم الدعم الأولي لحالات الحساسية الشديدة قبل تحويلها إلى المستشفيات. أهم الخدمات التي يمكن تقديمها:
· التقييم السريري الأولي.
· وصف الأدوية المضادة للحساسية.
· تدريب المرضى على كيفية تجنب المحفزات.
· توفير حقن الإبينفرين وتدريب المرضى على استخدامها.
· التحويل السريع إلى المستشفى في حال الحساسية المفرطة.
متى يجب التوجه إلى الطوارئ؟
يُوصى بطلب الرعاية الفورية في الحالات التالية:
· صعوبة في التنفس.
· تورم في اللسان أو الحلق.
· الإحساس بالإغماء أو الدوخة الشديدة.
· ظهور أعراض الحساسية بعد لسعة حشرة أو تناول دواء/طعام معروف بالحساسية