"من الكرك إلى قلب الوطن… مازن الفراية قصة رجل دولة"

mainThumb

10-08-2025 09:43 PM

printIcon


الكاتب ابراهيم الخرشه

دخلت اليوم متصرفية لواء الجامعة وأنا أحمل في قلبي همًّا، وفي ذهني توقعات مثقلة بالروتين… كنت أتهيأ لمقاعد الانتظار الطويلة ووجوه جافة وأسئلة رسمية باردة.

لكن… منذ أن وطئت قدماي المكان، تبدّد المشهد تمامًا. وجدت استقبالًا دافئًا، وكلمة طيبة تُسبق أي معاملة، وابتسامة تشعرك أن القانون ليس جدارًا صلبًا، بل يد حانية تحفظ حقك وتُهدئ قلبك.

وسط ذلك الجو المريح، شدّني موظف اعرف انه يحمل الدكتوراه ولكن لم أعرفه من قبل ولكن تعرفت عليه اليوم لم يكن مجرد شخص خلف مكتب، بل كان لوحة إنسانية متكاملة. لو أردت أن أصفه فلن أقول إنه يحمل شهادة جامعية أو دكتوراه أكاديمية، بل سأقول: "يحمل دكتوراه في الأخلاق قبل القانون".

جلست أراقبه. رأيت فيه صبر الأنبياء، وهدوء الحكماء، ودفء الأخ الذي يسمعك حتى النهاية. ينجز المعاملة وكأنه يقدم لك خدمة شخصية، يشرح لك وكأنه يفتح لك نافذة من نور، يبتسم وكأنها وثيقة رسمية مختومة بالرضا. علّمني أن الاحترام لا يحتاج إلى تعليمات وزارية، وأن القانون حين يرافقه قلب نقي يصبح أعدل وأجمل.

عندها، أدركت أن وجود أمثال هؤلاء ليس صدفة… بل هو امتداد لروح القيادة التي تنفخ الحياة في المؤسسات. وهنا أرفع القبعة وأقف احترامًا لمعالي مازن الفراية… الوزير الذي لم تصنعه المكاتب ولا المؤتمرات، بل صاغته الحقول، ورائحـة الشيح، ونسيم البعيثران.

نشأ في أحضان الكركية الأصيلة، وشرب من حليب الأغنام الصافي، وتربى على نخوة أم الذبيحين عليا وإبراهيم، فصار قلبه على الوطن كقلب الأب على أبنائه، وكتفه سندًا لكل من قصده. جاء من خشم العقاب محمّلًا بصلابة الأرض، واندفع بين الناس بسعي الحريص المخلص، يلهث في خدمة الجميع دون حواجز ولا حراس.

مدرسة مازن الفراية هي ذاتها مدرسة هزاع ووصفي وحابس… مدرسة الرجال الذين هم السيوف، وإن غمدوها ظلت تلمع بهيبة الحق.

فتحية صادقة لوزير الداخلية مازن الفراية… الرجل الذي جعل من القانون قلبًا نابضًا، ومن الوزارة بيتًا مفتوحًا، ومن خدمته للناس سيرة طيبة تُروى بفخر.