أخبار اليوم - شدد المتحدث الإعلامي لمستشفى شهداء الأقصى (حكومي) خليل الدقران، على الحاجة الملحة لتدفق الإمدادات والمستلزمات الطبية للمنظومة الصحية في غزة؛ لإنقاذها من الكارثة الإنسانية الناجمة عن حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة للشهر الـ21 على التوالي.
ووصف الدقران في مقابلة مع صحيفة "فلسطين"، أمس، الأوضاع الإنسانية والصحية في غزة بـ"الكارثية"؛ نتيجة حرب الإبادة والمجاعة المنتشرة بين السكان، مشيرا إلى أن أعداد ضحايا الجوع وسوء التغذية بلغ حتى اللحظة 251 شهيدا، بينهم 108 أطفال.
ونوه إلى أن تلك الأعداد سترتفع في قادم الأيام نتيجة استمرار الحرب والمجاعة واتباع الاحتلال سياسة إدخال المساعدات الملحة عبر "التقطير" لا الاستمرارية.
ومن وجهة رأي، منظمة (أنقذوا الأطفال) فإن الإعلان عن وفاة 100 طفل في غزة جراء الجوع يمثل "حدثًا مأساويًا يُخجل العالم ويستدعي تحركًا عاجلاً طال انتظاره" مشيرة إلى التداعيات الصحية الكارثية وطويلة الأمد لسوء التغذية الحاد على الأطفال.
وقال إن ما يصل المنظومة الصحية عبر المنظمات الأممية أو الدولية بمثابة "نقطة في بحر" الاحتياجات الطبية (أدوية، مستلزمات، وقود) وغيرهما من الاحتياجات اللازمة لإعادة تأهيل القطاع الصحي المدمر إسرائيليا.
وسجلت منظمة الصحة العالمية 28 هجوما إسرائيليا على مرافق الرعاية الصحية منذ بداية الحرب، وقالت إنه لا يزال 19 فقط من أصل 36 مستشفى يؤدي عمله، كما لحق الضرر أو الدمار بما لا يقل عن 94٪ من جميع المستشفيات في القطاع.
وذكر أن المستشفيات الحكومية لا تعاني النقص الكبير في تلك الاحتياجات فقط بل إنها خالية تماما من المواد الغذائية الخاصة بالمرضى أو الطواقم الطبية.
وأوضح الدقران أن غياب الدواء وانتشار المجاعة سببان رئيسيان وراء تحول أجساد المرضى والجرحى لـ"هياكل عظمية"، وهو ما يُعقد مهمة الشفاء نتيجة قلة الطعام وضعف المناعة الجسدية لهؤلاء المجُوعين.
وذكر أن المجاعة في غزة وصلت مستويات كارثية، وهناك حالات وفاة يوميا داخل المستشفيات؛ بسبب سوء التغذية وخاصة الأطفال.
وأضاف أن (إسرائيل) لا تزال تمنع دخول الإمدادات الخاصة بالأطفال الرضع إلى غزة (الحليب، الأدوية)، منوها إلى أن الأطفال – دون سن العامين – لا يستطيعون تحمل الجوع لأربع أو خمسة أيام متتالية.
وشرح ذلك طبيا لأن "كبد الطفل صغير، جهاز المناعة لديه ضعيف، الشحوم والعضلات في أجسادهم قليلة جدا" وبالتالي يضعفون أمام سوء التغذية وهذا سبب تزايد أعداد الوفيات منهم.
وأفاد بأن هناك حوالي 60 ألف طفل رضيع بحاجة للغذاء والحليب، وكذلك الأطفال ضمن الفئات العمرية الأخرى مهددون أيضا بسوء التغذية والموت بسبب الجوع والأمراض.
وإلى جانب هؤلاء، تطرق إلى معاناة نحو 300 ألف مريض بالأمراض المزمنة (الضغط، السكر، القلب، الكلى، السرطان) بعضهم يفارق الحياة يوميا بسبب نفاذ الأدوية والمجاعة.
واستهجن المسؤول الطبي آلية إدخال الاحتلال للمساعدات الغذائية أو الدوائية عبر سياسة "التقطير"، واصفا إياها بـ"الآلية الفاشلة" التي تعمق الأزمة الإنسانية.
وتابع: الاحتلال يتعنت بإدخال المساعدات الإنسانية أو الصحية – وإن سمح بإدخال بعض المساعدات المحدودة – يتم عبر مناطق حمراء خاضعة لسيطرة الجيش لتركها للسرقة من قبل عصابات اللصوص.
وشدد المتحدث الحكومي على أن الحل يكمن في إدخال الإمدادات الغذائية والإنسانية والصحية وغيرهما عبر المنظمات الأممية والدولية. مقدرا بأن غزة بحاجة لـ1000 شاحنة يوميا ولا سيما أن المجاعة ضاعفت الاحتياجات المختلفة لسكان القطاع الذين تقدر أعدادهم بـ2.4 مليون نسمة.
وبلغت المجاعة في غزة أسوأ مستوياتها منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، وفقا لبرنامج الأغذية العالمي - وهو إحدى المنظمات الثماني الوحيدة القادرة على إرسال المساعدات الإنسانية إلى غزة - فإن قوافل المساعدات محدودة كل يوم، ولا تزال الطرق داخل غزة محفوفة بالمخاطر.
وغالبًا ما تقوم الحشود اليائسة بتفريغ الإمدادات الغذائية من الشاحنات لإطعام أسرهم، بينما تمنع عملية السرقة والنهب وصول المساعدات إلى وجهاتها المقصودة.