أخبار اليوم – تالا الفقيه - أكد الخبير النفطي هاشم عقل أن الأسبوع القادم سيشهد افتتاح أول محطة غاز مخصصة لتعبئة السيارات بالغاز بدلاً من البنزين لصالح شركة "جوبترول"، على أن تليها محطة أخرى لصالح شركة "المناصير" في الأسبوع الذي يليه، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة تشكل بداية جديدة لمرحلة التحول نحو استخدام الغاز كوقود للسيارات في الأردن.
وأوضح عقل أن الغاز الطبيعي المستخدم كوقود يتمتع بعدة مزايا إيجابية مقارنة بالبنزين، فهو أقل تكلفة بشكل واضح، ويتميز بانخفاض تكاليف الصيانة، إلى جانب تمتعه بخصائص أمان عالية. كما أنه صديق للبيئة نظرًا لانبعاثاته الكربونية الأقل، ما يسهم في الحفاظ على الصحة العامة للمجتمع والحد من التلوث البيئي.
وأضاف أن الجانب الاقتصادي لهذا التحول مهم للغاية، إذ إن الغاز الذي سيُستخدم في هذه المحطات يعتمد على إنتاج محلي من حقل الريشة، وهو ما يعني أن تكلفته ستكون أقل بكثير من تكلفة استيراد البنزين. هذه المعادلة ستنعكس بشكل مباشر على المواطن من خلال تقليل كلفة الوقود، كما ستعود بالفائدة على الدولة عبر خفض فاتورة الاستيراد.
وبيّن عقل أن استخدام السيارات العاملة على الغاز ليس جديدًا عالميًا، فقد بدأ منذ تسعينيات القرن الماضي وتوسع في العديد من الدول، لافتًا إلى أن الأردن تأخر في هذا المجال لكنه الآن يقف أمام فرصة قوية لتعويض هذا التأخر. وأكد أن الجدوى الاقتصادية ستدفع المواطن للإقبال على تحويل سيارته من البنزين إلى الغاز، خاصة أن ذلك سيساعده على التوفير في النفقات الشهرية وتقليل مصروفات الصيانة.
وأشار إلى أن السيارات العاملة بالغاز تتمتع بعمر أطول من نظيرتها العاملة على البنزين، فضلًا عن ميزة إضافية مهمة تتمثل في إمكانية تشغيل السيارة على كل من البنزين والغاز معًا، ما يمنح السائق مرونة أكبر ويضمن له قطع مسافة أطول حتى في حال انقطاع أحد مصادر الوقود.
وحول تكلفة التحويل، أوضح عقل أن الدراسات المستقاة من تجارب دول رائدة مثل مصر تشير إلى أن تكلفة تحويل السيارة من البنزين إلى الغاز تبلغ نحو 1200 دولار، وهي كلفة يمكن استردادها خلال فترة قصيرة من خلال التوفير في استهلاك الوقود.
وختم عقل بالقول إن الجدوى الاقتصادية، والفوائد البيئية والصحية، إضافة إلى الاعتماد على منتج وطني، كلها عوامل تجعل من مشروع التحول إلى الغاز خيارًا استراتيجيًا لكل من الدولة والمواطن، متوقعًا أن يشهد الأردن في المرحلة المقبلة تسارعًا في انتشار هذه التكنولوجيا.