أخبار اليوم - قالت صحيفة “إسرائيل اليوم” إن المبادرات المصرية لإنهاء الحرب في غزة تركز بالأساس على تحقيق هدنة مؤقتة، دون التطرق لآليات تحمل المسؤولية الكاملة عن القطاع.
وأضافت الصحيفة أن القاهرة تعتبر غزة “فخا” و”لغمًا قد ينفجر في أي لحظة” يهدد أمن القومي، بسبب المخاوف من انفجار موجة من اللاجئين، وتهديد مسلح من حركات المقاومة بالقطاع لأراضيها.
وقالت الصحيفة إنه بالنسبة لمصر، فأن غزة بمثابة فخ، ولذلك تقوم بتدريب آلاف من ضباط الشرطة الفلسطينية، وتعمل على تشكيل لجنة إدارة من 15 تكنوقراطيا، وتعد خطة إعادة إعمار بقيمة 50 مليار دولار.
وأوضحت يسرائيل هايوم أن القاهرة تروج للرسالة التالية: “أوقفوا حربكم – وسنتولى الباقي على عاتقنا”، مضيفة أن لدى مصر، بالطبع، أسباب عديدة للتوصل إلى وقف إطلاق نار، فليس من قبيل الصدفة أن تستضيف القاهرة حماس، التي تعتبرها بحق امتدادًا لجماعة الإخوان المسلمين – الخصم اللدود للدولة المصرية – لكن وراء هذا الطبق من الإغراءات تكمن الحقيقة المرة، فمن وجهة نظر الحكومة المصرية، غزة فخ وبالتالي هدفها هو وقف إطلاق النار بأي ثمن.
وقال التقرير العبري إنه حتى لو عُرضت على مصر مزايا باهظة، فلن ترضى الحكومة المصرية بتجرع هذه الكأس المسمومة، حيث أن مصر على دراية بالمبادرات التي تظهر في إسرائيل والولايات المتحدة بهذا الشأن، لكنها ترفضها لعدة أسباب وهي:
السيطرة الأمنية والإدارية على غزة المدمرة، المليئة باللاجئين والمليئة بالخلايا المسلحة، ستهدد الأمن القومي المصري. حيث تعتبرها القاهرة لغم أرضي قد ينفجر في أي لحظة، وبمثابة منطقة فوضى قد تمتد أيضًا إلى سيناء.
فكرة أن يكون المصريون مسؤولين عن نزع سلاح حماس هي لغم أرضي آخر، لا سيما في ظل التوترات بين النظام والجماعات الإسلامية. بمعنى آخر، هناك قلق من تزايد التهديدات الإرهابية في البلاد.
القاهرة محقة في طرحها مسألة الأنفاق، فلو وافقت حماس على تسليم الأسلحة (رفض كبار مسؤوليها رفضا قاطعا)، فمن سيتولى أمر البنية التحتية تحت الأرض، والتي يُقدر أن تمتد لمئات الكيلومترات؟
هناك قلق في مصر من موجة نزوح من غزة، لا سيما على خلفية التصريحات الإسرائيلية. حتى لو لم تكتسب “خطة الهجرة” زخما بعد، فإن القيادة المصرية، بعبارة ملطفة، تأخذها على محمل الجد وتعتبرها تهديدًا أمنيًا.
وقالت الصحيفة العبرية إن أحد العوامل التي تدفع القاهرة إلى تكثيف محادثات وقف إطلاق النار وتقديم خطط “لليوم التالي” هو الرغبة في منع حدوث فراغ، حيث يتمثل طموحها في منع ملء هذا الفراغ بمبادرات تتعارض مع مصالحها. ونفس المقترحات لتحمل مسؤولية غزة ومجموعتها من القنابل الموقوت، و سبب آخر هو الانتقادات اللاذعة الموجهة إليها.