الدكتور مطيع الشبلي يكتب: خدمة العلم بين الماضي والمستقبل في الأردن

mainThumb
الدكتور مطيع الشبلي

18-08-2025 04:33 PM

printIcon

 

الدكتور مطيع الشبلي
في خطوة تحمل دلالات وطنية عميقة، أعلن سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، ولي العهد الأردني، عن إعادة تفعيل خدمة العلم بصيغة جديدة تتماشى مع تطورات العصر واحتياجات الوطن. يأتي هذا الإعلان ضمن رؤية شمولية تهدف إلى تعزيز الانتماء الوطني، وبناء جيل شاب واعٍ، قادر على المساهمة الفاعلة في خدمة الأردن، في ظل ما يشهده العالم من تحديات سياسية واقتصادية واجتماعية.

خدمة العلم وأهميتها للوطن:

تُعد خدمة العلم من الركائز الأساسية في بناء الدول القوية، وهي أكثر من مجرد تدريب عسكري؛ إنها مدرسة وطنية تُغرس فيها قيم الانضباط، والعمل الجماعي، والولاء، والانتماء. بالنسبة للأردن، فإن هذه الخدمة تمثل وسيلة استراتيجية لتعزيز منعة الدولة داخليًا، وتشكيل رافد بشري جاهز لمساندة المؤسسات الوطنية في مختلف الظروف.

صقل شخصية الشباب وبناء جيل وطني واعٍ :

تلعب خدمة العلم دورًا محوريًا في صقل شخصية الشباب الأردني، حيث تساعدهم على اكتساب مهارات حياتية متنوعة، منها القيادة، الالتزام، والاعتماد على النفس. كما تسهم في غرس روح المسؤولية والتكافل، وهي خصائص ضرورية لبناء مستقبل مستقر ومتقدم. في ظل ارتفاع نسب البطالة والتحديات الاقتصادية، يمكن لخدمة العلم أن تكون أيضًا وسيلة لتأهيل الشباب لسوق العمل من خلال برامج تدريبية تقنية ومهنية تُدمج مع الخدمة.

الأثر على الصورة الذهنية العالمية للأردن:

يعكس إحياء خدمة العلم صورة إيجابية عن الأردن على الساحة الدولية، بوصفه بلدًا يولي أهمية خاصة لبناء الإنسان، ويعمل على تعزيز قدراته، وتحصينه ضد الفكر المتطرف، والانخراط السلبي في المجتمع. إنها رسالة بأن الأردن لا يركن إلى التحديات، بل يستثمر في شبابه، ويراهن عليهم في حماية أمنه وتقدمه. وهذا يسهم في تعزيز مكانة الأردن كدولة مستقرة، ذات رؤية مستقبلية واضحة.

نظرة نحو المستقبل:

إن إعادة تفعيل خدمة العلم لا تعني فقط العودة إلى الماضي، بل هي خطوة نحو المستقبل، تُبنى على دروس الأمس وتحديات اليوم. بتوجيهات القيادة الهاشمية، وعلى رأسها جلالة الملك عبد الله الثاني وسمو ولي العهد، من المتوقع أن تكون هذه الخدمة مشروعًا وطنيًا متكاملًا، يجمع بين الإعداد العسكري والتأهيل المدني، لتخريج جيل مؤمن بوطنه، ومستعد للتضحية من أجله، وقادر على المنافسة عالميًا.