بقلم الدكتورة هبه حدادين

أخبار اليوم - يأتي إعلان سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، عن برنامج "خدمة العلم" الوطني، ليؤكد استمرارية النهج الهاشمي في الاستثمار بالإنسان الأردني، وبناء جيل قادر على مواجهة التحديات بوعي وانتماء. يُعد هذا البرنامج خطوة استراتيجية نحو تحقيق رؤية وطنية شاملة، تهدف إلى دمج الشباب في مسيرة التنمية المستدامة، وتقديم حلول عملية لأبرز التحديات التي تواجههم، وعلى رأسها البطالة.

لا يقتصر برنامج "خدمة العلم" على كونه تدريباً عسكرياً تقليدياً، بل هو مصمم ليكون تجربة متكاملة تتولى مهمة تنفيذها المؤسسات الأمنية العريقة في الأردن، وعلى رأسها القوات المسلحة الأردنية. فمن خلال هذا البرنامج، تعمل هذه المؤسسات على غرس قيم الانضباط، والمسؤولية، والولاء للوطن، مما يسهم في بناء شخصية الشاب الأردني على أسس متينة من الالتزام والانتماء، ويعزز من تماسكه الاجتماعي. وفي الوقت ذاته، توفر هذه المؤسسات للمشاركين فرصاً ثمينة للتدريب المهني والتقني في قطاعات حيوية، مما يؤهلهم بمهارات عملية مطلوبة في سوق العمل، ويُحسن من فرصهم في الحصول على وظائف لائقة بعد انتهاء فترة الخدمة.

إن هذا البرنامج يمثل استثماراً حقيقياً في رأس المال البشري الأردني، حيث تتجاوز أهدافه مجرد التأهيل العسكري لتفتح آفاقاً جديدة أمام الشباب في حياتهم المهنية، وتزودهم بالأدوات اللازمة للمساهمة الفاعلة في بناء مستقبلهم ومستقبل وطنهم. ويؤكد إطلاق "خدمة العلم" الالتزام الراسخ للقيادة الهاشمية بتمكين الشباب واعتبارهم المحور الأساسي لأي تقدم وازدهار، مما يضمن أن يبقى الأردن قوياً بوعي شبابه وقدرتهم على الإسهام في رفعة الوطن