وزير الزراعة أسبق: تنظيم الإنتاج والتسويق الخارجي هو مفتاح إنقاذ المزارع الأردني من الخسائر

mainThumb
وزير الزراعة الأسبق، سعيد المصري

19-08-2025 05:37 PM

printIcon

أخبار اليوم – صفوت الحنيني - أكد وزير الزراعة الأسبق، سعيد المصري، أن ملف التسويق الزراعي في الأردن ما يزال يشكّل ثغرة كبيرة تكبد المزارعين خسائر فادحة، مشددًا على أن غياب منظومة تسويق خارجية منظمة منع القطاع الزراعي من تحقيق القيمة المضافة المطلوبة.

وقال المصري إن التسويق الزراعي يشبه سباق التسلح بين الدول، حيث تتسابق الدول في إدخال تقنيات الأتمتة والحوكمة والذكاء الاصطناعي لخفض الكلف وتعزيز القدرة التنافسية. وأضاف: "نحن في الأردن ما زلنا متأخرين عن هذا الركض، وهذا أحد أبرز أسباب فشلنا في دخول أسواق جديدة وتحقيق قيمة مضافة لمنتجاتنا."

وأشار إلى أن المزارع الأردني يعمل ضمن إمكاناته المحدودة ويتحمل كلفًا مرتفعة، في ظل غياب بنية متطورة لما بعد الحصاد، وغياب أدوات تسويق فعّالة تربط الأردن بالأسواق العالمية. ولفت إلى أهمية استلهام تجربة هيئة تنشيط السياحة التي نجحت في وضع الأردن على خريطة السياحة العالمية، قائلاً إن قطاع الزراعة يحتاج إلى جهد مشابه، لكن مع اعتماد التقنيات الحديثة لخفض الكلف وتحقيق تنافسية حقيقية.

وفي جانب آخر، شدد المصري على أن تنظيم الإنتاج الزراعي يمثل العنوان الرئيس للإصلاح، مؤكدًا أن غياب التخطيط المسبق حول ماذا نزرع وكم نزرع أدى إلى فائض إنتاجي في بعض الأصناف يقابله نقص في أصناف أخرى، ما انعكس سلبًا على الأسعار وتسبب بخسائر كبيرة للمزارعين.

وأوضح أن الحل يكمن في إقامة هيكلية جديدة من خلال لجان تشاركية بين القطاعين العام والخاص، تشمل وزارتي الزراعة والمياه، لوضع خطة زراعية لكل موسم، تراعي الاستهلاك المحلي والأسواق التصديرية، وتضمن عدم هدر الموارد المائية وزيادة الأعباء دون جدوى اقتصادية.

وختم المصري بالتأكيد أن غياب هذه المنظومة المتكاملة للتسويق والتنظيم الزراعي هو ما جعل المزارعين يدفعون الثمن، داعيًا إلى إعادة تقييم شاملة تعيد للقطاع الزراعي مكانته ودوره في الاقتصاد الوطني.