بعد إفصاحه عن قصَّة "الطِّفل أمير" .. أمريكيّ يكشف تلقِّيه تهديدات لإسكاته

mainThumb
بعد إفصاحه عن قصَّة "الطِّفل أمير".. متعاقد أمريكيّ يكشف تلقِّيه تهديدات لإسكاته

20-08-2025 10:06 AM

printIcon

أخبار اليوم - كشف أنتوني أجويلار، المتعاقد الأمني الأميركي السابق مع "مؤسسة غزة الإنسانية"، عن تلقيه تهديدات لإسكاته بعد أن شهد بنفسه مقتل عدد من الفلسطينيين قرب مراكز توزيع المساعدات في قطاع غزة، من بينهم الطفل أمير (10 أعوام).

وقال أجويلار، الضابط السابق بالقوات الخاصة الأميركية، في مقابلة مع صحيفة "الشرق"، إن القوات الإسرائيلية قتلت الطفل أمير بالرصاص في 28 مايو الماضي أثناء محاولته الحصول على مساعدات غذائية بالقرب من نقطة توزيع في جنوب غزة، بعدما تمكن من التقاط كيس من الأرز والطحين بعد فشل محاولاته السابقة.

وأضاف: "اقترب مني أمير ليشكرنا على المساعدة، ثم غادر باتجاه الشمال حيث أطلقت القوات الإسرائيلية النار عليه وسقط جثة هامدة. حتى الآن، لم تتمكن والدته من العثور على جثمانه".

وذكر الجندي أن ذلك اليوم لم يكن مختلفًا عن غيره في غزة، إلا أن الموت جاء أسرع هذه المرة. وشاهد آلاف المدنيين الذين لا يحملون شيئًا سوى الجوع، وعائلات تفترش الرمال، وأطفالًا يتقاتلون على أكياس دقيق فارغة.لكنه أكد أن وجه أمير كان يحمل عمراً أكبر من سنواته، وعيناه تقولان ما لا يُقال.

وأشار أجويلار إلى أن مراكز توزيع المساعدات الأربعة، ثلاثة منها في أقصى الجنوب قرب رفح وخان يونس، تبعد عن مناطق السكان، وتسيطر عليها القوات الإسرائيلية، ما يجبر الناس على قطع مسافات طويلة ويزيد خطر التعرض لإطلاق النار، ما أدى إلى سقوط ضحايا كثر.

وأكد أن "مؤسسة غزة الإنسانية"، المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، وضعت المراكز في مناطق عمليات عسكرية عن عمد، لإجبار سكان وسط وشمال غزة على النزوح جنوباً، وأن الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة رفضت العمل معها لعدم التزامها بالحياد.

وقال أجويلار: "تلقيت تهديدات لإسكاتي، وهذا دليل على أن هناك ما يخفونه. أنا مصمم على كشف الحقيقة للعالم، ووجودي باسمي ووجهي سيجبر المسؤولين على تحمل المسؤولية".

ووقعت حادثة قتل الطفل أمير في 28 مايو 2025 قرب مركز توزيع تديره "مؤسسة غزة الإنسانية" في منطقة تل السلطان غرب مدينة رفح.

وقد أثارت الحادثة ردود فعل غاضبة على وسائل التواصل، حيث اعتبر ناشطون الجريمة كشفًا زائفًا للادعاءات الإنسانية التي ترافق عمليات توزيع المساعدات في غزة، وسط واقع مجاعة قاتلة وعمليات قتل ممنهجة تستهدف حتى الأطفال.

ورغم ذلك، لا يزال مصير جثمان عبد الرحيم مجهولًا، وهو ما دفع والدته لتكرار مناشدتها إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، للكشف عن مكانه أو تأكيد وفاته على الأقل.

يأتي هذا الحادث في ظل أوضاع إنسانية غير مسبوقة في قطاع غزة، حيث تُسجَّل عشرات حالات الفقد يوميًا، وتتهم منظمات دولية إسرائيل بارتكاب جريمة تجويع ممنهجة، حيث شددت في مارس/آذار 2025 حصارها على القطاع، وأغلقت جميع المعابر أمام المساعدات، ما تسبب في انتشار المجاعة ووفاة عدد كبير من الأطفال، من بينهم من لم يُعثر على جثثهم حتى الآن.

ووفق آخر الإحصائيات، فقد أسفرت الإبادة الجماعية الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عن أكثر من 208 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، و9 آلاف مفقود، معظمهم من الأطفال والنساء، في ظل تدهور إنساني هو الأسوأ في تاريخ المنطقة.

المصدر / فلسطين أون لاين