أخبار اليوم – صفوت الحنيني - قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس، الدكتور أيمن نجيب، إن التنسيق الأمني يمثل "شعرة معاوية" التي تحافظ عليها السلطة الفلسطينية، لأنها تدرك أنه في اللحظة التي ينقطع فيها هذا التنسيق، فإن الاحتلال سيبادر إلى السيطرة الكاملة على ما تبقى من الضفة الغربية، وتدمير ما تبقى من هيبة السلطة ومؤسساتها.
وأوضح نجيب أن السلطة تعتمد على هذا التنسيق لضمان استمرار قدرتها على دفع رواتب موظفيها والحد الأدنى من بقائها، مشيرًا إلى أن الاحتلال أحكم قبضته على معظم الأراضي الفلسطينية، وبات يسيطر أمنيًا وإداريًا على ما يزيد عن 86% من مساحة الضفة الغربية، في حين بقيت السلطة محاصرة في حدود 14% فقط، ومع ذلك يستبيح الاحتلال باقي المناطق ويقوم بالاقتحامات والاعتقالات وهدم المنازل.
وأضاف أن السلطة أضعفت نفسها خلال السنوات الماضية عندما احتكرت السلاح وواجهت مجموعات المقاومة في جنين ونابلس، واعتقلت عناصرها، بدلًا من تركها تنمو كقوة تحت السيطرة يمكن استخدامها في لحظة سياسية فاصلة. لكنه أشار إلى أن الرئيس محمود عباس لم يستطع إدارة هذه المعادلة، ما أفقد السلطة أوراقًا كان يمكن أن توظفها.
وأكد نجيب أن الاحتلال، إذا قرر اجتياح أي منطقة في الضفة، فلن تتمكن السلطة من منعه، معتبرًا أن هذا الواقع يعكس هشاشة الموقف الفلسطيني أمام الآلة العسكرية الإسرائيلية.
وتطرق إلى إعلان الرئيس محمود عباس تشكيل لجنة لصياغة دستور فلسطيني جديد، أو مراجعة الدستور السابق بهدف التحضير لإعلان الدولة الفلسطينية في سبتمبر المقبل، ورأى أن هذه الخطوة تواجه تهديدات إسرائيلية مباشرة، وقد لا يتمكن عباس من تنفيذها خشية أن تمنعه التطورات الميدانية من العودة إلى خيار الدولة.