هزار عرفة .. طفلة تنهشها المجاعة وتصارع الموت في غزة

mainThumb
هزار عرفة.. طفلة تنهشها المجاعة وتصارع الموت في غزة

23-08-2025 09:43 AM

printIcon

أخبار اليوم - قبل أن تضرب المجاعة أنحاء قطاع غزة منذ نحو ستة أشهر، كانت أسرة عبد الله عرفة تنعم بصحة مولودتهم الجديدة "هزار"، التي وُلدت بوزن يفوق أقرانها من الأطفال. لكن الحال لم يدم طويلًا، إذ باتت الطفلة اليوم تعاني من سوء تغذية حاد يهدد حياتها.

ففي عمر ستة أشهر، صُنفت "هزار" (14 شهرًا) في العيادة التي تتابعها والدتها ضمن حالات "سمنة الأطفال"، حيث بلغ وزنها آنذاك 14 كيلوغرامًا. غير أن الأوضاع انقلبت مع إغلاق الاحتلال الإسرائيلي للمعابر، وشُح المواد الغذائية من الأسواق، الأمر الذي انعكس سلبًا على صحتها.

يقول والدها عبد الله لـ "فلسطين أون لاين": "بما أنها تعتمد على الرضاعة الطبيعية من والدتها، فإن فوائد الحليب تلاشت، لأن أمها نفسها تعاني من سوء التغذية. أما الحليب الصناعي والسيريلاك والفواكه والخضار فقد انعدمت من الأسواق، وإن وُجدت فهي بأسعار خيالية لا أستطيع كمعيل لعائلة من عشرة أفراد أن أوفرها."


ويضيف: "تدهورت صحة هزار، فانخفض وزنها إلى خمسة كيلوغرامات، وأصيبت بفقر دم وانتفاخ في الوجه والبطن، ولم يعد جسمها قادرًا على استقبال أي طعام جديد. أصبحت معتمدة فقط على الرضاعة من والدتها التي تعاني هي الأخرى من سوء تغذية، فضلًا عن أنها حامل!"

منذ عدة أشهر، أصبحت هزار نزيلة شبه دائمة في قسم سوء التغذية بمستشفى ناصر، حيث يحاول الأطباء جاهدين إنقاذها، لكن جسدها لا يتقبل حتى المكملات الغذائية وتستفرغها مباشرة.

ويتابع والدها: "ابنتي باتت تعاني من هزال شديد، لم تعد قادرة على الزحف أو المشي، وتقضي معظم يومها مستلقية على ظهرها. حالتها تزداد سوءًا يومًا بعد يوم، وهي الآن في المشفى منذ أكثر من أسبوع. أغلب وقتنا نقضيه متنقلين بين العيادات والمراكز الطبية بحثًا عن علاج."

ويشير إلى أن ابنته كانت سليمة ولا تعاني من أي أمراض قبل الحرب، لكن المجاعة دمّرت جسدها: "بنتي من ثلاثة شهور بتموت قدامي، مش قادر أعمل إلها شيء. كل يوم في قسم سوء التغذية بناصر أطفال بيموتوا."

ويؤكد عرفة أن سوء الأوضاع المعيشية يقف عائقًا أمام علاج ابنته: "قبل الحرب كنا تجارًا ولدينا منازل ومخازن، أما اليوم فنحن نازحون من حي الأمل إلى مواصي القرارة، نعيش في غرفة صغيرة مملوكة لأحد أقاربي، وأعاني وضعًا ماديًا بالغ السوء. لم أعد قادرًا على إعالة أسرتي أو حتى والديّ المسنين."

أما الأسعار الجنونية للمواد الغذائية، فزادت الطين بلة: "رغم أن الأسعار شهدت بعض الانخفاض مؤخرًا، إلا أن جسد ابنتي لم يعد يتقبل الطعام. هي بحاجة إلى رعاية طبية متخصصة حتى تستعيد صحتها."

ويختم بمناشدة عاجلة للمؤسسات الصحية الدولية: "أرجو الإسراع في إجلاء ابنتي للعلاج في الخارج وإنقاذ حياتها، حتى لا يكون مصيرها كمصير عشرات الأطفال الذين فقدوا حياتهم بسبب سوء التغذية والمجاعة التي تفتك بقطاع غزة."

 فلسطين أون لاين