أخبار اليوم - يشهد المسجد الأقصى المبارك في الآونة الأخيرة تصعيدًا ملحوظًا في وتيرة الاقتحامات التي ينفذها المستوطنون تحت حماية مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وباتت هذه الاقتحامات تُنظَّم بشكل شبه يومي، بمشاركة وزراء وأعضاء كنيست ومسؤولين في حكومة الاحتلال المتطرفة، الأمر الذي يضاعف من خطورتها ويكشف عن محاولات ممنهجة لفرض سيادة إسرائيلية على المسجد.
ولم تعد الاقتحامات مجرد زيارات فردية من المستوطنين، بل تحولت إلى اقتحامات جماعية منظمة تُجرى في أوقات محددة من اليوم، غالبًا خلال ساعات الصباح وبعد الظهر. وفي كثير من الحالات، يؤدي المستوطنون طقوسًا وشعائر تلمودية داخل ساحات الأقصى، في انتهاك صارخ للوضع التاريخي والقانوني القائم الذي يؤكد أن المسجد للمسلمين وحدهم وتديره دائرة الأوقاف الإسلامية.
وتترافق هذه الاقتحامات مع شعارات ودعوات علنية من جماعات "الهيكل" المتطرفة، تطالب بهدم المسجد الأقصى وبناء "الهيكل" المزعوم مكانه. كما تشهد المنطقة المحيطة بالأقصى دعوات متزايدة لتقسيمه زمانيًا ومكانيًا بين المسلمين واليهود، على غرار ما جرى في المسجد الإبراهيمي بالخليل.
شدّ الرحال
بدوره، أكد إمام وخطيب المسجد الأقصى المبارك، الشيخ عكرمة صبري، أن المسجد يتعرض في هذه المرحلة لاجتياحات متصاعدة واقتحامات مبرمجة تهدف إلى فرض واقع جديد وبسط السيادة الإسرائيلية عليه.
وأوضح الشيخ صبري لـ "فلسطين أون لاين" أن وتيرة هذه الاقتحامات تزايدت بشكل ملحوظ سواء من حيث الأعداد أو من حيث مشاركة مسؤولين إسرائيليين فيها، وهو ما يعكس إصرار الاحتلال على إنهاء سلطة الأوقاف الإسلامية وإثبات سيطرته على المسجد.
وأضاف أن المستوطنين والمسؤولين الإسرائيليين يؤدون صلوات تلمودية داخل الأقصى تحت حراسة مشددة، في محاولة لإظهار أنه ملك لهم، مشيرًا إلى أن هذه الممارسات أخذت منحى أكثر خطورة منذ وصول الحكومة الإسرائيلية المتطرفة الحالية إلى الحكم.
وشدد خطيب الأقصى على ضرورة ترسيخ الوعي لدى الأجيال الجديدة بحق المسلمين الخالص في المسجد، داعيًا الفلسطينيين إلى شدّ الرحال إليه، كما ناشد المسلمين في مختلف أنحاء العالم الدفاع عنه وحمايته، مؤكدًا أن مكانة الأقصى لا تقل عن مكانة الكعبة المشرفة والمسجد الحرام.
وبذكرى مرور 56 عامًا على جريمة إحراق المسجد الأقصى، ذكّر الشيخ صبري بما يتعرض له المسجد منذ عام 1969 من اعتداءات متواصلة، تشمل الاقتحامات المتكررة التي يشارك فيها وزراء وأعضاء كنيست، إلى جانب الحفريات الخطيرة أسفله. وأوضح أن الاحتلال يسعى اليوم إلى فرض سيادته على المسجد من جديد، بعد فشله في تمرير مخطط البوابات الإلكترونية عام 2017.
وحمل الشيخ صبري العالمين العربي والإسلامي، أنظمةً وحكوماتٍ وشعوبًا، المسؤولية الكاملة عن حماية المسجد الأقصى والتصدي لمخططات الاحتلال، مؤكدًا أن الأقصى أمانة في أعناق الجميع، ولا يجوز لأي طرف أن يتخلى عن هذه المسؤولية.
ولفت إلى أن ما يجري في المسجد الأقصى يمثل فسادًا كبيرًا وجرائم متواصلة، من اقتحامات المستوطنين إلى الحفريات التي تهدد بنيانه وهويته الإسلامية. وأفاد بأن الاحتلال حين أشعل النيران في الأقصى عام 1969، استخدم مواد شديدة الاشتعال وعمل على تعطيل فرق الإطفاء، ما ساهم في تفاقم الحريق وإلحاق أضرار جسيمة بالمسجد المبارك.
فلسطين أون لاين