أخبار اليوم – صفوت الحنيني - أكد الدكتور عصام طراد، المستشار والمدرب في مكاتب الإصلاح الأسري بدائرة قاضي القضاة، أن هناك ظاهرة مقلقة تتمثل في ارتفاع معدلات العمر عند الزواج الأول في الأردن، مشيرًا إلى أن الظروف الاقتصادية الصعبة هي السبب الرئيس وراء هذه الظاهرة.
وقال طراد إن متطلبات الزواج أصبحت عبئًا كبيرًا على الشباب، بدءًا من ارتفاع أسعار الذهب والإيجارات وقطع الأثاث، مرورًا بغلاء المعيشة، وصولًا إلى تدني الرواتب وارتفاع نسب البطالة. وأضاف: "قد يكتب الشاب مهرًا متواضعًا، لكنه لا يستطيع أن يتجاوز تكاليف استئجار منزل أو شراء جزء من الذهب أو الأثاث الضروري، وبالتالي يجد نفسه عاجزًا عن الإقدام على الزواج في سن مبكرة".
وأشار إلى أن التحصيل العلمي أصبح من العوامل المؤثرة أيضًا، حيث يحرص كثير من الشباب والفتيات على استكمال دراستهم الجامعية، سواء بكالوريوس أو ماجستير أو حتى دكتوراه، قبل التفكير بالزواج، وهو ما يؤخر خطوة الارتباط لسنوات طويلة.
وبحسب طراد، فإن لهذه الظاهرة جوانب إيجابية وسلبية، إلا أن سلبياتها أكبر، إذ أن "زهرة العمر" – كما وصفها – تمتد من سن العشرين إلى الأربعين، وتأخر الزواج لما بعد الثلاثين أو الخامسة والثلاثين يعني أن الشاب أو الفتاة يفقدان سنوات حيوية كان من الممكن أن تُستثمر في بناء أسرة مستقرة.
ودعا طراد الأسر الأردنية والمجتمع إلى تبسيط تكاليف الزواج قدر الإمكان، والتخلي عن بعض المتطلبات غير الأساسية، من أجل تشجيع الشباب على الزواج المبكر، معتبرًا أن الحفاظ على استقرار المجتمع يبدأ من تسهيل تكوين الأسر.